أكمل الجيش الأمريكي انسحاب قواته من القاعدة الجوية 201 في النيجر، أمس، بحسب بيان مشترك صادر عن وزارتي الدفاع النيجرية والأمريكية، في استكمال لملامح التراجع العسكري الغربي أمام تمدد النفوذ العسكري الروسي في دول الساحل.

والقاعدة الجوية 201 الواقعة بالقرب من أغاديز وسط النيجر، بناها الجيش الأمريكي بتكلفة 110 مليون دولار، وكانت مقرًا للطائرات بدون طيار.

وقد طالب المجلس العسكري الحاكم في النيجر، مارس الماضي، السلطات الأمريكية بالانسحاب من بلاده، احتجاجًا على تهديدات أمريكية بمعاقبة نيامي إذا وقعت اتفاقًا يقضي بمد إيران باليورانيوم، وفقًا لتصريحات سابقة لرئيس الوزراء علي محمد الأمين زين.

وفي بيان لها أمس، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” أن انسحاب القوات والعتاد الأمريكي من القاعدة الجوية 201 استُكمل، موضحة أنه رغم أن الانسحاب بدأ في مايو الماضي واستكمل أمس، إلا أن التنسيق العسكري سيستمر حتى انتهاء الخطة المتفق عليها بين الطرفين لتحقيق الانسحاب الكامل.

وفي تقرير لها أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن الخطة التي وضعتها وزارتي الدفاع الأمريكية والنيجرية للانسحاب جنبت القوات الأمريكية سيناريو وقوع فوضى مماثلة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وقالت إن آخر مجموعة من القوات الأمريكية وتضم 100 جندي صعدت على متن طائرة شحن تابعة للقوات الجوية الأميركية، وانطلقت من قاعدة أغاديز الجوية، مضيفة أن عددًا صغيرًا من الجنود سيبقون في السفارة الأمريكية لفترة قصيرة حتى إنهاء باقي التفاصيل الإدارية، لاستكمال خطة الانسحاب التي نُفذت قبل انتهاء المدة المحددة لها بـ 15 سبتمبر المقبل.

ويُكمل انسحاب أمريكا من النيجر وتشاد مع انسحاب فرنسا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وقائع هزيمة للوجود العسكري الغربي في منطقة الساحل، التي صارت مسرحًا مفتوحًا لتمدد القوات الروسية.