كتبت – أماني ربيع

شكلت سلسلة وثائقيات ” African Queens” من إنتاج نتفليكس بالتعاون مع الممثلة الأمريكية السمراء جادا بنيكيت سميث كمنتجة تنفيذية تجربة واعدة، هدفها المعلن هو رواية التاريخ الأفريقي من وجهة نظر أفريقية والسماح بعرض كفاح وبطولة ملكات أفريقيات يصبحن قدوة للفتيات في أفريقيا وملهمات للفتيات من أصول أفريقية حول العالم.

بدأت التجربة بعرض أول مسلسل وثائقي عن “نجينجا” الملكة الأفريقية التي قاومت الغزو البرتغالي لبلادها لسنوات، وأحدثت تأثيرًا خطيرًا في تجارة الرقيق في غرب أفريقيا خلال فترة حكمها، وأسلوب السلسلة كما ظهر في أول موسم، هو مزج البعد الوثائقي مع سرد القصص بطريقة درامية، وبحسب تصريحات المنتجة جادا سميث لمجلة “تايم” الأمريكية” فقد أرادت أن تكون القصص حول الملكات من أفريقيا في متناول الجميع تمامًا، مثل قصة الملكة البريطانية إليزابيث الأولى.

بعد نجاح حلقات قصة الملكة “نجينجا”، بدأ التنويه عن الموسم الجديد الذي يتناول سيرة حياة الملكة كليوبترا آخر حكام العهد البطلمي بمصر، والذي انتهى بموتها عام 30 ق.م، ليبدأ العهد الروماني في مصر، ثم طرحت نتفليكس المقطع التشويقي لقصة “كليوبترا” والذي أحدث صدمة كبيرة حول العالم وبخاصة في مصر واليونان، بعدما ظهرت كليوبترا في الفيديو التي تؤدي دورها الممثلة البريطانية السمراء أديل جيمس، ببشرة سمراء وملامح أقرب لسكان أفريقيا جنوب الصحراء، كما ظهر المصريون كذلك بنفس الملامح.

ليس هذا فحسب، بل ظهرت إحدى ضيفات الوثائقي في الفيديو وهي تقول: أتذكر أن جدتي قالت لي: “لا يهمني ما قالوه لكِ في المدرسة، كليوبترا كانت سوداء”.

المصريون يرفضون كليوبترا المزورة

أثار الفيديو غضب المصريين الذين اعتبروه تزييفًا لتاريخهم وأعلنوا احتجاجهم على وثائقي نتفليكس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأوا في جمع التوقيعات على عريضة بموقع ” Change.org” للمطالبة بوقف عرض الوثائقي، وأظهر الكثير من الشباب المصري وعيًا كبيرًا بأهمية الحفاظ على الهوية المصرية من التزييف.

 وبدأت مناشدات الآلاف على فيسبوك للشعب المصري والمسؤولين لوضع حد لتزوير نتفليكس للتاريخ وترويج أفكار مضللة عن الحضارة المصرية المعروفة بإرثها الضخم، لكن اللافت أن نتفليكس قامت بخطوة ضد كل مبادئ المجتمع الغربي عن حرية التعبير والرأي بالطرق المتحضرة وحذفت العريضة، بعدما وصل عدد الموقعين عليها لأكثر من 75 ألف توقيع.

حملة غاضبة ضد نتفليكس

هذا التصرف من قبل المنصة العملاقة لم يُثن المصريين عن الاستمرار في حملتهم للدفاع عن الهوية المصرية التي تعتبر كليوبترا من أشهر رموزها، وكذلك الرد على مزاعم حركة “الأفروسنتريزم” أو “المركزية الأفريقية” التي تروج لأن الحضارة المصرية أصلها أفريقي، بينما المصريون الحاليون من الغزاة الذين استعمروها وأخرجوهم منها.

وبدأ المصريون في تدشين عرائض أخرى لجمع التوقيعات، كما دشن شباب من اليونان أيضًا عريضة أخرى لوقف تزوير نتفليكس للتاريخ، ونجح رد الفعل الغاضب والمستمر في التشكيك بمصداقية نتفليكس، لينخفض تقييم تطبيقها على متاجر “آب ستور” و”جوجل بلاي” تلبية لدعوات آلاف المصريين والمحبين للحضارة المصرية لاتخاذ إجراء ضد المنصة بسبب سياستها في تزييف الحقائق لصالح أيدولوجيات عنصرية، واضطرت المنصة لحجب ميزة التعليقات على الفيديو الدعائي المنشور على قناتها بيوتيوب.

نيلسون مانديلا أبيض البشرة!

وبدوره قام موقع ” IMDb”، وهو قاعدة بيانات عملاقة للأفلام والمسلسلات التلفزيونية على الإنترنت، بتغيير وصف الفيلم إلى قصة خيالية، لكن المثير للدهشة أن تصنيف الفيلم لا يزال وثائقيًا، فكيف تصبح قصة خيالية موضوعًا لعمل وثائقي يتحدث بالوثائق عن حقائق حدثت بالفعل؟

والبعض تساءل ماذا لو كانت هوليود أو نتفليكس قدمت شخصيات مثل رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا أو المناضل الأمريكي من أصل أفريقي مارتن لوثر كينج كشخصيات بيضاء، ألم يكن هذا ليثير غضب ذوي البشرة السوداء ويعتبرونه “تبييضًا” وتزييفًا للتاريخ؟

من هي كليوبترا؟

رغم الأصول المقدونية واليونانية للملكة كليوبترا إلا أنها كانت حريصة على إبراز انتمائها لمصر، الوطن الذي نشأت فيه، وتعلمت اللغة المصرية القديمة لتتمكن من مخاطبة الشعب المصري، كما ارتدت أزياء تحاكي ملكات مصر القديمة، ولم تكن كليوبترا جميلة وإنما عرفت بالجاذبية والذكاء، وأظهرت بعض العملات التي صُكت في عصرها وعليها وجهها كعادة الملوك، أن ملامحها ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بملامح الأفريقيين من جنوب الصحراء، ولم تكن سمراء البشرة.

عكس ما يعتقد البعض، لم يرفض المصريون “كليوبترا نتفليكس” لأنها سمراء البشرة، ولكن لأن القائمين على العمل يزيفون تاريخًا معروفًا ومسجلًا ومرتبطًا بشكل وثيق بالهوية المصرية ويروج له باعتباره وثائقيًّا يتحدث عن حقائق وليس مجرد عرض لوجهة نظر فنية، لذا فالدعوات لوقف العمل ليست ضد ذوي البشرة السوداء، لكن لأن كليوبترا ببساطة لم تكن سوداء، ولم تكن كذلك بيضاء وإنما امرأة من أصول يونانية مقدونية.

ولم تكن المحاولة الأولى لطمس الهوية المصرية والترويج لها باعتبارها حضارة سوداء، وسبق في فبراير 2023 أن انتفض المصريون ودشنوا هاشتاجًا عبر موقع تويتر بعنوان “إلغاء حفل كيفن هارت” بهدف إلغاء حفل “ستاند آب كوميدي” للفنان الأمريكي من أصول أفريقية بسبب تبنيه لأيديولوجية الأفروسنتريك وتصريحات سابقة له قال فيها: “علينا تعليم أبنائنا تاريخ الأفارقة السود الحقيقي عندما كانوا ملوكًا في مصر، وليس فقط حقبة الرق التي يتم الترسيخ لها في المناهج الأمريكية”.

ما هي حركة الأفروسنتريزم؟

الأفروسنتريزم حركة فكرية تحتفي بالأصول الأفريقية للثقافة والشخصيات السوداء، ويشير أنصارها إلى أن مساهمات الأفارقة السود تم التقليل من شأنها نتيجة لإرث الاستعمار والرق، ونشأت أساسًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك فإن أصولها وظهورها لأول مرة لا يمكن إثباته يقينًا.

 ونشأت الحركة نتيجة لتجربة الرق عبر المحيط الأطلسي وحرمان الرقيق من التعليم بمجرد وصولهم إلى الأمريكتين، لذا بدأ الأمريكيون الأفارقة من الأجيال اللاحقة في رفض “الأمركة” كثقافة وبدأوا في التطلع إلى الممارسات الثقافية الأفريقية واستكشافها، وهكذا، خلقت تجربة الاستعباد والعنصرية في المجتمع الأمريكي الظروف لظهور النظرية المركزية الأفريقية بنفس الطريقة التي قد يُنظر بها إلى النظرية الماركسية على أنها رد فعل للظروف الاقتصادية والقمع المفروضين على الفلاحين الروس.

أصول الأفروسنتريزم

وأحيانًا ما يُنظر إلى هذه الحركة باعتبارها جزءًا أصيلًا في الفكر الأسود، لكن تشير الباحثة ماي باي في مقالها “الأصول التاريخية للفلسفة الأفريقية” المنشور في الجريدة الرسمية للجمعية الألمانية للدراسات الأمريكية Amerikastudien، إلى أن المركزية الأفريقية اختراع حديث نسبيًّا، ومستوحى من الحركة القومية الثقافية في أواخر السبعينيات.

ومع ذلك، يمكن العثور على بداية الاهتمام بأفريقيا من منظور أفريقي في الولايات المتحدة في أوائل الـ 19 عندما ظهرت لأول مرة في افتتاحية عام 1827 في Freedom’s Journal، وهي أول صحيفة سوداء في الولايات المتحدة، والتي زعمت وجود علاقة بين الأفارقة والمصريين القدماء، بحسب قاعدة بيانات ” SciELO”.

من مناهضة القمع إلى معاداة الحضارات الأخرى

وتعتبر جامعة تمبل في فيلاديلفيا، المركز الرائد لحركة الأفروسنتريك حيث يدرس موليفي أشانتي، المنشئ المُعلَن لمفهوم الأفروسنتريك، والذي تصدر عناوين الصحف في أوائل التسعينيات بزعمه أن كليوبترا كانت سوداء وليست يونانية مقدونية وأن اليونانيين سرقوا تراث مصر، وهو ما دفع ماري ليفكوفيتز، أستاذة الأدب الكلاسيكي في كلية ويليسلي إلى دحض هذه النظرية في ورقة لها بعنوان “كيف أصبحت الأفروسنتريزم عذرا لتعليم الأسطورة عام؟” نُشرت عام 1996.

وبعد سنوات، في يناير 2022، انطلق هاشتاج #stopafrocentricconference للتحذير من مؤتمر سيعقد في مدينة أسوان، تحت عنوان “أفريقيا الواحدة” بهدف استخدام حقائق مزيفة لخلق الفتنة في صعيد مصر وفصل الشباب النوبي عن المجتمع المصري، وبدأت تنتشر على تويتر مقاطع لأفارقة يتجولون في الأهرامات يتحدثون فيها عن “كيميت” في إشارة لمصر عندما كانت “أرضًا سوداء”.

وانتشر كذلك اقتباس لعالم المصريات سولانج آشبي يتحدث فيه عن اغتصاب التاريخ الأفريقي في مصر من قبل العرب باعتبارهم غزاة بيضًا للأراضي الأفريقية على غرار المستعمرين الأوروبيين، وبالفعل تم إلغاء المؤتمر بحلول منتصف فبراير من نفس العام.

وهكذا انحرفت الحركة التي بدأت كمناهض للقمع الغربي، والتي كانت تهدف لضمان تدريس تراث وثقافة أفريقيا وتاريخها وإسهامها في الحضارة العالمية في المناهج الدراسية على كل مستويات التدريس الأكاديمي، واتجهت للتصرف بعدائية تجاه الحضارات والثقافات الأخرى.

أفكار الأفروسنتريزم ضد الهوية الأفريقية

من جهتها عبرت الدكتورة سحر غراب مدرس الأنثروبولوجيا بكلية الدراسات الأفريقية العليا، أن ما تمارسه حركة “الأفروسنتريزم” ضد الهوية الأفريقية السوداء في الأساس، لأن قارة أفريقيا زاخرة بالتنوع الثقافي والحضاري وغنية بالحضارات العظيمة، لكن الحضارة المصرية هي حضارة مستقلة بذاتها ومدونة ولا يمكن بأي حال تزييفها أو طمسها.

وشرحت مدرس الأنثروبولوجي في تصريحات هاتفية لـ “مركز فاروس” طبيعة حركة الأفروسنتريزم التي تطورت أساسًا، خارج أفريقيا في دول الشتات في الأجيال اللاحقة من الأفارقة الذين غادروا أفريقيا كرقيق لينتشروا في أوروبا والأمريكتين؛ حيث حاولت هذه الأجيال التي لم تزر أفريقيا ولا تعرف حقيقة جذورها ولا لأية حضارة تنتمي، أن تثبت هويتها، وتعزز من احترامها لذاتها بالانتماء لحضارة عريقة، وحاول بعض الأمريكيين من أصول أفريقية حاولوا الوصول لجذورهم الحقيقية عبر تحليل “دي إن إيه” لإثبات انتمائهم لأفريقيا.

الأفروسنتريزم حركة عنصرية

وأشارت غراب إلى أن هذه الحركة وقعت في فخ العنصرية وتصنيف الناس على أساس العرق، تمامًا كما فعل رجال الغرب الأبيض في عهد الاستعمار، والحقيقة أن الحضارة المصرية من الحضارات التي يصعب تزييفها لأنها مسجلة على الجدران، ووجود آثار لها في أفريقيا ليس دليلًا على أنها حضارة سوداء، وإنما هي إشارة واضحة على حدوث تواصل بين مصر القديمة ومنطقة غرب أفريقيا كنوع من الاتصال الحضاري عبر حركة التجارة والسفر وهو أمر طبيعي ساد في العصور القديمة.

والقارة الأفريقية غنية بالحضارات الكبيرة، بحسب الدكتورة سحر غراب، واختزال “الأفروسنتريزم” المستمر للهوية السوداء في الحضارة المصرية يدمر الهوية الأفريقية القائمة على التنوع والتي لا تقتصر على دولة أو شعب واحد، كما أنها تعيد إحياء فكرة العرق بعد القضاء عليها لأنها فكرة عنصرية وذيوعها كان بداية لعهد الاستعمار.

الهوية المصرية ثقافة وليست عرقًا

كان اللون الغالب على بشرة المصريين القدماء هو الحنطي كما يظهر في الرسومات على جدران المعابد نتيجة لتعرضهم للشمس في أثناء عملهم بالحقول، وبمرور الوقت أصبحت هناك عدة درجات للون نتيجة لأن مصر استقبلت أجناسا كثيرة سواء نتيجة للاحتلال أو حركتي التجارة والسفر.

تشتهر الملامح المصرية بتنوعها لكن مظهرها الغالب هو الشعر الأسود والعيون السوداء واللون القمحي، وإذا كان العرق الأساسي للمصريين هو الأسود كان هذا سيظهر لاحقًا لأن الصفات البيولوجية تورث ويظل معظمها سائدًا، بحسب مدرس الأنثروبولوجي، كما أن تأثير دخول العرب إلى مصر كان لغويًّا ودينيًّا وثقافيًّا ولم يكن له أثر وراثي في الملامح، وبالتالي اعتبار أن وجود العرب أدى إلى نزوح عرقي جماعي إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعتبر نسجًا من الخيال.

مفهوم العرق مرادف للاستعمار

“مصر ليس بها تصنيف على أساس العرق، مثلما هو الحال في بعض الدول الأفريقية، ولا يصح أن نبدأ في التفكير بهذه الطريقة الآن”، وفقًا للدكتورة سحر غراب التي تحدثت عن مكونات الهوية المصرية التي تتسم بالتنوع وتشمل الثقافة الريفية والبدوية والساحلية والأمازيغية والنوبية وثقافة الصعيد، وكلها خصوصيات ثقافية تندرج تحت الهوية المصرية التي تعتبر ثقافة وليست عرقًا.

وأشارت مدرس الأنثروبولوجي إلى أن تدخل الناحية العرقية في كثير من الدول الأفريقية كان سببًا في اندلاع الصراعات وإشعال الحروب الطاحنة كما في السودان وإثيوبيا ورواندا وبوروندي وغيرها، لأن مفهوم العرق يقسم الدول ويؤدي لتفتيتها، وهي كلمة مرادفة للاستعمار.

كتاب أثينا السوداء

من جهته أوضح الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين المصريين بوزارة السياحة والآثار المصرية أن حركة المركزية الأفريقية نشأت خارج أفريقيا بعد الاضطهاد الطويل لذوي البشرة السوداء في العالم وتحرر الدول الأفريقية بدأ ذوو الأصول الأفريقية في البحث عن أصولهم بالقارة.

 وصدر عام 1987 كتاب “أثينا السوداء: الجذور الأفريقية والآسيوية للحضارات الكلاسيكية” للمؤرخ مارتن برنال الذي يعارض المركزية الأوروبية التي جعلت أوروبا مركزًا للحضارة والفنون والفكر، وأن الحضارات الشرقية في أفريقيا وآسيا كانت سابقة عليها وادعى برنال أن أصول الحضارتين المصرية والإغريقية سوداء.

مزاعم الأفروسنتريزم غير علمية

لفت الدكتور مجدي شاكر إلى أن مزاعم حركة الأفروسنتريزم غير علمية أو موثقة ومجرد ضجيج إعلامي لا أساس له من الصحة، مشيرًا إلى أن أسرة محمد علي ذات الأصول المقدونية ظلت صفاتها البيولوجية واضحة ومتوارثة في الأجيال اللاحقة من الأسرة حتى الملك أحمد فؤاد الثاني وأحفاده. ولفت إلى أنه لا يمكن تزوير أي شيء يتعلق بالحضارة المصرية القديمة لأنها مسجلة بدقة على جدران المعابد وفي البرديات.

خطورة الأفروسنتريزم على وعي الشباب

واعتبر كبير الأثريين أن مواجهة تضليل الأفروسنتريزم تتطلب قدرًا كبيرًا من الذكاء والحكمة؛ لأن خطورة ما تروج له هذه الحركة ليست في قدرتها على تزوير التاريخ المصري فهذا غير وارد لأنه تاريخ مدون على جدران المعابد والبرديات، لكن التأثير الإعلامي لأفلام نتفليكس والمواد المرئية على مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب والأجيال الجديدة سيكون قويًّا؛ لأن معظم هذه الأجيال تستقي معلوماتها من الأفلام والمسلسلات وليس من المصادر الأصلية كالوثائق والكتب.

كيف يمكن مواجهة مزاعم الأفروسنتريزم المضللة؟

ولفت شاكر إلى ضرورة إنتاج أفلام وثائقيات مدعومة بآراء العلماء والأثريين للرد على هذه المزاعم بدلا من منع وثائقي نتفليكس، مشيرًا إلى أهمية زيادة المراجع العربية الخاصة بعلم المصريات لأن 90% من المصادر حتى الآن أجنبية وكذلك أغلب الوثائقيات والإنتاج السينمائي والدرامي عن الحضارة المصرية أجنبي، ويجب تغيير ذلك في المستقبل القريب حفاظًا على الهوية المصرية وتوثيقًا لها.

وفي هذا الصدد أوضحت الدكتورة سحر غراب أنه يجب استغلال الزخم حول فيلم كليوبترا بطريقة ذكية وتقديم أفلام وبرامج وثائقية عن ملوك وملكات مصر القديمة مثل أحمس ونفرتيتي وحتشبسوت مدعومة بالوثائق والآثار بوجود أثريين ومتخصصين.

وأشارت غراب إلى أن هذا سيلعب دورًا دعائيًّا للسياحة في مصر كما سيزيد الوعي بشأن أصول الحضارة المصرية القديمة، ويجب أن تكون هذه الوثائقيات مقسمة لحلقات قصيرة وبطريقة مشوقة ولغة سهلة لتصل إلى الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعدة لغات ليتمكن الناس في الخارج من فهمها كذلك، بل ويمكن تقديم أعمال كارتونية للصغار أيضًا.