إعداد – شاهيناز جلال

يواصل الدكتور المصري هاني عبد الجواد سليمان، استشاري جراحة العمود الفقري للأطفال والكبار، نجاحاته المبهرة في عمليات إصلاح تشوهات العمود الفقري؛ ليصبح نموذجًا مشرفًا جديدًا لمصر، ينال إشادة وإعجابًا واسعًا، على مستوى الوطن العربي والعالم أجمع؛ حيث استطاع أن يعيد الأمل ويرسم الابتسامة مرة أخرى على وجوه مرضاه وذويهم من دول مختلفة بعد قضائهم سنوات طويلة يعانون من التحدب والتشوه الفقري.

معجزة طبية

تناقلت وسائل الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي مؤخرًا اسم الدكتور المصري بعد نجاحه في إجراء واحدة من العمليات الدقيقة الصعبة للفتاه السودانية “إيناس” التي كانت تعاني من تحدب نادر في الظهر، يجعلها تميل إلى الإمام لأكثر من مستوى الركوع، كما كان التحدب يمنعها من القدرة على الوقوف أو الجلوس أو الحركة بشكل طبيعي، لتتحول حياتها تمامًا بعد العملية التي استغرقت 6 ساعات، فتخرج من العمليات وتقف على قدميها منتصبة القامة بصورة طبيعية، وقد اختلف شكلها تمامًا، في واحدة من المعجزات الطبية النادرة في جراحات العمود الفقري.

مهمة مستحيلة

عملية أخرى خطيرة أجراها الدكتور عبد الجواد مع فريقه الطبي للفتاة الإماراتية “هند”، ذات الـ 18 عامًا، والمصابة باعوجاج العمود الفقري، جعلته هذه العملية في مقدمة الصفوف في مجاله على مستوى العالم، بعد أن رفض إجراء تلك العملية أمهر الجراحين في العالم لكون العملية معقدة، مؤكدين أن إجراء العملية معناه إصابة المريضة بالشلل التام أو الموت، لكن د. عبد الجواد وجد أن هناك أملًا من شفائها بعد مراجعة الحالة جيدًا والأشعة الخاصة بها، وبالفعل كتب الله لجراحتها النجاح على يده في واحدة من أصعب العمليات التي قام بها، وأشدها خطورة وأهم إنجازاته – على حد قوله، لتقف “هند” على قدميها بعد العملية وسط فرحة عارمة من أهلها، وإشادات واسعة وتفاعل كبير بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ليتصدر اسمه وصور المريضة قبل وبعد العملية محركات البحث.

حالات مستعصية

عمليات أخرى كثيرة خطرة قام بها الطبيب المحترف، الاستشاري في جراحات العمود الفقري للأطفال والكبار، لمرضى من مختلف بلدان الوطن العربي اليمن، مصر، العراق، الكويت، المغرب، السعودية، وفلسطين، وغيرها من البلاد العربية، كانت نسب النجاح فيها مبهرة، وأعاد فيها الأمل لأصحابها، وتغيرت حياتهم للأفضل، بعد أن سكن اليأس قلوبهم، وظنوا أن حياتهم توقفت للأبد، ولا علاج لهم.

من هو الدكتور هاني عبد الجواد؟

هاني عبد الجواد سليمان.. هو من أبناء قرية البساتين بمدينة دمنهور، في محافظة البحيرة، وهو الطفل الأصغر لثلاثة من الأخوة، التحق بكلية الطب جامعة الأزهر؛ تحقيقًا لرغبة والده منذ صغره في أن يصبح طبيبًا، ليكون بذلك أول أبناء قريته التحاقا بكليه الطب، وذلك وفقا لتصريحاته في أحد البرامج التلفزيونية.

مشواره المهني

بدأ حياته المهنية باختيار تخصص العظام وتحديدًا جراحات العمود الفقري عام 2004 وواجهته الكثير من المصاعب والمعوقات حتى يختار هذا التخصص، واستطاع أن يحصل على الماجيستير والدكتوراه في جراحات العمود الفقري من جامعة الأزهر، كما حصل على العديد من الزمالات البحثية من أمريكا وكندا، وعُين في جامعة الأزهر مدرسًا مساعدًا، ولم يتوقف عن جمع العلم والمعرفة للتدريب علي أحدث ما توصل إليه العلم في جراحات وتشوهات للأطفال و الكبار، وحصل على الزمالة الإكلينيكية من جامعة مونتريال بكندا، والتي تعد واحدة من أكبر الجامعات في العالم تخصصًا في العمود الفقري، ليعود بعدها إلى مصر بمهارات كبيرة تعلمها، ليحقق إنجازات عظيمة في مجاله، ويصبح حديث الناس في العالم العربي.

ما أسباب تشوهات العمود الفقري؟

ذكر الجراح المصري أن اعوجاج وتشوهات العمود الفقري لها أسباب مختلفة، منها العيوب الخلقية مثل الولادة بفقرة مشوهة، وأحيانًا بسبب أمراض تلقائية، قد يصاب بها الطفل في مرحلة النمو حيث يُصاب باعوجاج فى العمود الفقري، موضحًا أن أمراض العمود الفقري شائعة فهي مثل أمراض الضغط والسكر عند الكبار وليست نتيجة العادات الخاطئة كما يعتقد البعض.

التوعية المستمرة

أوضح عبد الجواد أن التوعية المستمرة بأمراض العمود الفقري وبعلامات الخطورة المصاحبة لها في غايه الأهمية، مشددًا على عدم إهمال الأهالي للحالة، وعدم اللجوء إلى الطبيب إلا في مراحل متأخرة من المرض؛ بسبب ما قد يؤديه ذلك من مضاعفات كبيرة في حالة مرور وقت طويل عليها.

الجوائز العلمية

تم تكريم الدكتور المصري الشهير على المستوى المحلي والدولي عدة مرات، وحصل على العديد من الجوائز من المنظمات والجامعات الدولية، فقد حصل على جائزة المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط من مجموعة العمود الفقري السويسرية عن أحد أبحاثه في تشوهات العمود الفقري للشباب، وفاز بجائزة من المنظمة الأمريكية لتشوهات العمود الفقري عن جراحي العمود الفقري بأفريقيا، وجائزة أفضل بحث في جراحات اعوجاج العمود الفقري من جامعة مونتريال بكندا، كما ترأس مؤتمر  جراحات العمود الفقري للمجموعة السويسرية في عام 2016، و يعمل كمراجع أبحاث لمجلة (Spine Journal) والتي تعد أكبر مجلات جراحة العمود الفقري بالعالم.

سفير السعادة

لقب الدكتور المصري بعدد من الألقاب أطلقها عليه مرضاه بعد انتصاراته ونجاحاته المتتالية، وقدرته على إنهاء مأساتهم للأبد، وتحويلهم لأشخاص آخرين أصحاء بعد سنوات طويلة عاشوها من الألم الجسدي والنفسي، ومن بين هذه الألقاب: ” سفير السعادة” وهو اللقب الأقرب إليه، بالإضافة إلى ألقاب “ساحر العمود الفقري” ، “رجل المهام الصعبة” ، “طبيب المعجزات”، “وزير السعادة”.

العلم يصنع المعجزات

ومن أشهر مقولات دكتور هاني عبد الجواد  التي وضعها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل معها الكثيرون، هي التي كتبها بعد إجرائه للطفلة “هنا” واحدة من أخطر جراحات اعوجاج وتحدب العمود الفقري واضعًا صورتها قبل وبعد العملية ومعلقًا على الصورة بعبارة:

 علموا أولادكم أن هذا ما قد يفعله العلم من تغيير في حياة إنسان”، مؤكدًا على أن العلم يصنع المعجزات.