كتب – حسام عيد

على ساحل مصر الشمالي، تسطع مدينة ذكية جديدة، تجسد المشهد العقاري العصري في البلاد، وكذلك تعكس قوة الإصلاحات المصرية ومدى مواكبتها للتغيرات العالمية في ظل دخول عصر الثورة الصناعية الراعبة.. إنها مدينة “العلمين الجديدة” أو مدينة الأحلام كما توصف اليوم، فقد كانت شاهدة في التاريخ القديم على “الحرب العالمية الثانية”، واليوم هي شاهدة على التاريخ الحديث “التطور العمراني العصري والذكي”.

مدينة تمتلك كل مقومات التنمية المختلفة سواء كانت تنمية سياحية أو عُمرانية أو صناعية أو ترفيهية مدينة ينظر إليها الكثيرون بأنها مستقبل مصر السياحي والعمراني الجديد وبالفعل أصبحت من ضمن إحدى مدن الجيل الرابع في مصر والتي يتبني الرئيس عبدالفتاح السيسي بناءها لخدمة المصريين وأصبحت عاصمة مصر السياسية في الصيف.

مدينة عالمية مصرية بقلب أفريقيا

تضع الدولة جزء أساسي من رؤية مصر 2030 وهو التركيز على التطوير والتوسع العمراني. ولهذا وضعت خطة للنهوض بالمجتمعات العمرانية من خلال العمل على تشييد وإنشاء مجموعة من المدن الجديدة التي ستساهم في احتواء الأعداد السكانية المتزايدة، كما تتمثل اليوم في مدن الجيل الرابع، والتي يتوقع أن تُسهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال توفر فرص سكنية ملائمة ومناسبة لجميع الفئات؛ حيث يوجد داخل كل مدينة تنوع في المشاريع المطروحة لتشمل المشاريع السكنية المخصصة لمحدودي الدخل وحتى المشاريع العقارية الفاخرة والسياحية.

وتعتبر مدينة العلمين الجديدة أحد أهم المدن الجديدة التي أطلقتها الدولة المصرية في الآونة الأخيرة، وتقع في الساحل الشمالي وصٌممت وفقًا لمعايير عالمية لتكون الأولى من نوعها في المنطقة، حيث تتخطى مدينة العلمين الجديدة كونها مدينة سياحية بل تقدم مزايا للعيش بداخلها على مدار العام، بهدف تخفيف الضغط السكني في القاهرة، وتشمل هذه المدينة العالمية الجديدة عددًا من المشاريع المتميزة، من مراكز الأعمال والتجارة الدولية إلى الأبراج السكنية والمنتجعات السكنية والسياحية الفاخرة.

وتقع العلمين الجديدة على الساحل الشمالي ضمن حدود محافظة مرسى مطروح، وتمتد 48 كيلومتر على طول طريق الإسكندرية – مطروح.

مساحة مدينة العلمين الإجمالية تبلغ 50 ألف فدان تقريبًا، بعمق أكثر من 60 كيلو متر جنوب الخط الساحلي للبحر المتوسط؛ حيث تقع داخل الحدود الإدارية لمحافظة مرسي مطروح. وقد تم تقسيم مدينة العلمين الجديدة إلى ثلاثة أقسام، وهي قطاع حضري، وقطاع سياحي، وقطاع أثري.

والعمل داخل مدينة العلمين الجديدة الساحل الشمالي، يعود لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، بالتعاون من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فضلًا عن وجود شركات من القطاع الخاص مثل المقاولون العرب، أوراسكوم، سيتي إيدج، حسن علام، وسامكو.

وبحسب صحيفة “الجمهورية”، تمت عملية إعادة إعمار وبناء مدينة العلمين على مدار الأربعة سنوات الماضية في عمل دؤوب وجهد عظيم على مدار الساعة نتج عنه الإعلان عن مدينة العلمين الجديدة باعتبارها إحدى مدن الجيل الرابع، كما يصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمساهمتها في تغيير تضاريس المنطقة بشكل كبير؛ حيث تشهد المدينة نسبة مشروعات غير مسبوقة جذبت إليها العديد من الشركات العالمية للاستثمار بها.

مدينة سكنية بمتغيرات عصرية

إن المرحلة الأولي من المدينة تتكون من قطاعين أساسيين بمساحة نحو 8 آلاف فدان، وهما القطاع الساحلي، ويشمل قطاع المركز السياحي العالمي والقطاع الأثري والحضري ومن المخطط لها أن تستوعب أكثر من 3 ملايين نسمة في نهاية مراحلها الأولي؛ كما أفاد المهندس وائل سمير رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة.

وتحتوي المدينة على ممشي سياحي “الشاطئ” بطول 14 كيلومترا وهو ما يساوي كورنيش محافظة الإسكندرية بالإضافة لتنفيذ 4 كباري مشاة وسيارات وكوبري بوغازي 1 و2 للمشاة والسيارات، أما كوبري بوغازي 3 و4 للمشاة فقط، كما أن مدينة العلمين ستغير خريطة الساحل الشمالي بأكمله والمفهوم الذي أنشئ على أساسه فهي ستكون مدينة سكنية تستقطب المواطنين طوال العام وليس موسم الصيف فقط كما هو معتاد.

وتنقسم مدينة العلمين إلي عدة قطاعات منها القطاع الساحلي المكون من  “حي الفنادق ومركز المدينة والحي السكني المميز ومركز المؤتمرات وحي حدائق العلمين ومرسي الفنارة والمنطقة الترفيهية ومنتجع خاص ومركز ثقافي وإسكان سياحي وحي مساكن البحيرة وأرض المعارض”، كما يتكون من منطقة أثرية تضم “متحف مفتوح ومنتزه دولي ومنطقة ترفيهية وفنادق وخدمات ميناء” وقطاع حضري مكون من “جامعة ومركز خدمات إقليمية ومركز سياحي عالمي على نسبة بناء 20% و 8 منصات منفصلة تطل على البحر بالإضافة إلي أبراج على كل منصة تصل ارتفاعها إلي 35 مترًا وتتكون الأبراج من 3 أدوار تجارية وإدارية وجراج سفلي بجانب الوحدات السكنية”.

كما ينفذ بمدينة العلمين الجديدة محطة تحلية مياه بطاقة 150 ألف متر 3 يوميًا تعمل بالطاقة الشمسية. بالإضافة إلى بدء تنفيذ 10 آلاف وحدة إسكان اجتماعي، كما سيتم تنفيذ قطار مكهرب فائق السرعة تصل سرعته إلى 250 ك/ساعة لربط مدينة 6 أكتوبر بمدينة العلمين بطول نحو 221 كم بموازاة طريق وادي النطرون/العلمين.

منطقة اقتصادية “تنافسية” واعدة

مدينة العلمين الجديدة تعد واحدة من المناطق الواعدة اقتصاديا على ساحل البحر المتوسط، وتولي الدولة اهتماما بها لجذب مزيد من الاستثمارات الضخمة الأجنبية والمحلية، لا سيما بعد الطفرة الهائلة التي قامت بها الدولة في تنفيذ البنية الأساسية بهذه المنطقة.

وقد جدد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، التأكيد على أن الدولة مستمرة في العمل بالمشروعات القومية القائمة على مستوى الجمهورية، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لخدمة أهداف التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة المصرية، ومن بينها منطقة الساحل الشمالي وما يتم من مشروعات قومية كبرى داخل مدينة العلمين الجديدة، التي تعد درة الساحل والبحر المتوسط.

وعلى مسار المشاريع الاقتصادية التنافسية التي تعكس سحر مدينة العلمين الجديدة، تأتي المنطقة الترفيهية التي من شأنها دعم وتنشيط السياحة. المشروع مقام على مساحة تبلغ 50.46 فدان، ويتكون من بدروم متصل بإجمالي مساحة 118.495 م2، ويستوعب 2800 سيارة، إضافة إلى طابقين تجاري أرضي وأول بإجمالي 40 مبنى مساحتها البنائية تصل إلى 56.762 م2.

وبحسب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عاصم الجزار، تتراوح مساحة المباني بين 332م2 و3192م2، إضافة إلى فندق بمساحة 4162 م2، كما تتراوح مساحة المحال بين 84م2 و731 م2، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من جميع الأعمال ويتم التشغيل حاليا لعدد من المطاعم والكافيهات، ومنطقة لألعاب الأطفال، وبعض الأنشطة الشاطئية والترفيهية.

ومن أهم الأهداف الاستراتيجية للتنمية الإقليمية للساحل الشمالي الغربي هو تحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع لا يقل عن 12% في السنة وتوطين ما لا يقل عن 5 ملايين نسمة وتوفير نحو 1,5 مليون فرصة عمل بالإضافة إلي دمج المنطقة في الاقتصاد القومي والعالمي عن طريق زيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي من 5% حاليًا إلى 7%.

وتضم مدينة العلمين الجديدة، ميناء الحمراء للبترول، الذي يمكن استغلاله وتطويره، ليكون مثل ميناء الإسكندرية، وبالتالي ستكون مدينة العلمين الجديدة، بمثابة منطقة لوجستية، تضم مختلف الأنشطة، التجارية، الصناعية، الخدمية، التعليمية، وغيرها من الأنشطة الحيوية.

قبلة عالمية للاستثمار الرائج

وخلال أغسطس 2022، شهدت المدينة افتتاح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، منتجع ريجال هايتس، بحضور قادة الإمارات والبحرين والأردن والعراق.

وقد سلّطت القمة العربية الخماسية التي عُقدت مؤخرًا في مدينة “العلمين الجديدة” في مصر، الضوء على الجهود المبذولة لتطوير هذه المدينة التاريخية، وتحويلها الى قبلة للاستثمارات العربية والعالمية.

إن اختيار “مدينة العلمين الجديدة” لاستضافة أعمال القمة، “شكّل بارقة أمل للمدينة، وأعطى دفعا عربيا قويا للاستثمارات التي تحصل على أراضيها، والتي ستحولها إلى نموذج للتعاون العربي الناجح”، كما أوردت شبكة “سكاي نيوز عربية”.

وكانت الأهداف الاقتصادية على رأس أوليات قمة العلمين، في الوقت الذي يشهد فيه العالم موجات تضخمية وظروف اقتصادية صعبة جدا. وهذا يعكس دور مصر في محاولة تنفيذ الربط في مجالات الصناعة والإنتاج والطاقة بين عدد من الدول التي شاركت في القمة.

الإمارات والبحرين لديهما استثمارات كبيرة في مصر، وهناك توجه لمزيد من التوسع فيها، لاسيما أن المستثمرين يبحثون دائما عن الاستقرار السياسي والأسواق الكبيرة، والتوجه للقارة الأفريقية. وجميع هذه العناصر متوفرة في مصر.