كتب – حسام عيد

مع عودة إنتاج النفط الليبي -المورد الرئيسي للبلاد- إلى مستوياته التي كان عليها قبل إعلان القوة القاهرة بواقع 1.2 مليون برميل يوميًا، يبدو أن الآمال في دخول حقبة التعافي الاقتصادي والإعمار تتجدد في الأفق.

مستهدف الـ2 مليون برميل يوميًا

بدورها، تسعى المؤسسة الوطنية للنفط الليبية إلى زيادة إنتاج البلاد إلى مليوني برميل يوميًا، وذلك “بالتعاون مع الشركات العاملة في القطاع، ووفق الإمكانات المتاحة”، بحسب فرحات بن قدارة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية المعيّن حديثًا.

كلام بن قدارة جاء خلال اجتماع متابعة تنفيذ الميزانية الاستثنائية للمؤسسة الوطنية للنفط يوم الخميس الموافق 11 أغسطس 2022، كما أوردت قناة “الشرق” للأخبار.

وقد تجاوزت معدلات الإنتاج بقليل ما يفوق 1.2 مليون برميل يوميًا، أي أنها تعدّت مستويات ما قبل فرض حالة “القوة القاهرة” في أبريل على العديد من الحقول والموانئ النفطية، من قِبل مجلس إدارة المؤسسة المقال برئاسة مصطفى صنع الله.

وصعد إنتاج ليبيا من النفط خلال الأسابيع الثلاث الأخيرة، ما عزز الآمال باستقرار صادرات الدولة العضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” عند مستوى يفوق مليون برميل يوميًا، وأن تدعم السوق العالمية الضيّقة من حيث المعروض.

وقد عادت ناقلات النفط، التي كانت تحوم قبالة الساحل منتظرة فتح الموانئ، إلى الشواطئ الليبية لتحميل الخام. ووصل متوسط ​​الصادرات إلى 589 ألف برميل يوميًا في يوليو الماضي، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2020، بحسب بيانات تعقب الناقلات جمعتها وكالة “بلومبيرج”. لكن الشحنات تضاعفت في النصف الثاني من شهر يوليو الماضي مع رفع حالة القوة القاهرة في جميع محطات وحقول النفط بعد قرابة 3 أشهر من الإغلاق.

وبالنظر إلى الاضطرابات السياسية الحالية والاشتباكات في ليبيا، تتوقع شركة “بلاتس أناليتيكس” أن إنتاج النفط سيصل إلى 900 ألف برميل يوميًا في أغسطس الجاري ومليون برميل يوميًا في سبتمبر المقبل.

وقالت بلاتس أناليتيكس، في مذكرة بتاريخ 29 يوليو 2022: “مع ذلك، يمكن أن ينخفض الإنتاج بالسرعة نفسها التي نما بها، مع تحول التحالفات في الحرب الأهلية المتطورة”.

وتمتلك ليبيا أكبر احتياطي من النفط الخام في أفريقيا وتصدر بشكل رئيس أصناف الخام الخفيف مثل البريقة والسدرة والشرارة، إلى عدد من أسواق التصدير الرئيسة في جنوب أوروبا والصين.

فائض مالي في النصف الأول من 2022

ومن جانبه، قال وزير الشؤون الاقتصادية في ليبيا سلامة الغويل، إن بلاده حققت فائض مالي يقدر بنحو 2 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري وذلك بعد تغطية كافة المصروفات وزيادة الأجور التي تمت مؤخرًا.

وأضاف الغويل -في مقابلة مع قناة “الشرق” للأخبار في 9 أغسطس 2022- إن الخلافات السياسية أعاقت خطة إعادة الأعمار والتي قدرتها الوزارة بنحو 500 مليار دينار ليبي (110 مليارات دولار وقت إعلان الخطة)، موضحًا أن تلك الخطة تمتد لنحو عشر سنوات بانفاق يصل إلى 50 مليار دينار سنويًا.

وأوضح كذلك أن تمويل خطة الإعمار سيكون ذاتيًّا حيث تكفي موارد البلاد لتنفيذها بدون الحاجة لتمويلات خارجية أو مساعدات من صندوق النقد الدولي.

وقال الغويل -في لقاء مع شبكة “سكاي نيوز عربية” في 10 أغسطس الجاري- إن بلاده لم تستفد من الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط في الفترة القريبة الماضية، بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها ليبيا، والتي تسببت بوقف إنتاج النفط في البلاد أكثر من مرة.

وأشار الغويل إلى أن غياب الاستقرار السياسي والأمني في البلاد كانت أبرز العوامل التي منعت ليبيا من الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط.

وحول خسائر الاقتصاد الليبي في السنوات الماضية، أكد الوزير أن حجم الخسائر التي تعرضت لها ليبيا لا يمكن تقديره بدقة، إلا أنه أكد تضرر البلاد نتيجة عدم التطوير الداخلي وغياب الأمن، فضلا عن الركود الاقتصادي وعدم تطوير استثمارات القطاع الخاص بالبلاد.

وقال الغويل: إن لبيبا لديها ثروات طبيعية يمكن أن تساهم في تطوير البلاد وإعادة إعمارها، مشيرًا إلى أن ليبيا ستتطور بالتعاون مع الدول الإقليمية، كما ستستعين بالأيدي العاملة المصرية، وستعمل على تطوير العلاقات مع دول الجوار، والدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، فضلًا عن الصين، بالتزامن مع العمل على جذب الاستثمارات للبلاد.