مع نهاية صيام شهر رمضان يحتفل المسلمون في قارة أفريقيا والعالم بعيد الفطر في 3 أيام تتحول فيها شوارع الدول الأفريقية إلى مهرجان من الفرحة والألوان والابتسامات والدعوات الجميلة بالخير والصحة والسلامة.

يعيش غالبية مسلمي القارة في شمال وغرب وشرق أفريقيا، في تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا ومصر والسودان وجيبوتي وغامبيا والسنغال والمغرب والنيجر والصومال، يمثل المسلمون أكثر من 90% من السكان، بينما في نيجيريا يوجد أكثر من 70% من المسلمين، وفي إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا، يمثل المسلمون 50٪ و33٪ و3٪ من السكان على التوالي.

العيد مكافأة المسلمين

يعتبر عيد الفطر مكافأة للمسلمين بعد صيام طويل عن الطعام تخلله صياما روحيا أيضا بالطاعات والعبادات، من قراءة قرآن وصلاة تراويح وقيام ليل وتهجد لتهذيب النفس وحثها على الشعور بالفقراء الذين تكثر مظاهر التعاطف معهم بالصدقات والتبرعات لهم.

 ويبدأ الاحتفال بعيد الفطر بالصلاة في المسجد، وبعد ذلك تتبادل التهاني مع العائلة والأصدقاء، وتنبض الشوارع بالاحتفالات مع مسيرات لأشخاص يرتدون ملابس أنيقة يشقون طريقهم لزيارة أحبائهم أو الاجتماع في جلسات مرحة لتناول حلوى العيد اللذيذة.

ولائم العيد

مثل كل المسلمين يحرص الأفارقة على شراء ملابس جديدة لأداء صلاة العيد ويظهرون في أبهى حلة، بينما تكون النساء أعددن أول وجبة إفطار صباحية في الشهر وغالبا ما تشارك هذه الوجبة مع الأصدقاء والعائلة، لا ينتهي الاحتفال بالصلاة ولابد من زيارة المقربين وبخاصة كبار السن.

في صباحات العيد تبدأ الولائم لتناول الطعام بينما لا تزال الشمس مشرقة عكس رمضان الذي يحرم الأكل فيه إلا بعد غروب الشمس، وهناك بعض الأطعمة الخاصة بهذه المناسبة تحرص الأسر الأفريقية على تقديمها في العيد.

حلوى العيد

يعتبر “كعك العيد” في مصر والسودان من أساسيات الفرحة، يعد من الدقيق وحشو الملبن أو التمر أو المكسرات ويقدم مع السكر الأبيض ويتناول مع الشاي في صبيحة يوم العيد، ويعتبر إعداد الكعك من التقاليد المهمة التي تبدأ قبل أسبوعين إلى 10 أيام من شهر رمضان تجتمع نساء العائلة في أحد المنازل لعجنه وحشوه وخبزه ويشارك الأطفال في هذا التقليد بسعادة كبيرة.

وفي الصومال لا تكتمل فرحة العيد من دون خبز ” كامبابور Cambaabur ” المعروف بخبز العيد الذي يرش فوقه السكر مع الزبادي وتحظى هذه الوجبة التي تقدم في العيد بشعبية كبيرة أيضًا في جيبوتي، وفي جزر القمر تعتبر وجبة “بوتراد” من وجبات العيد الأساسية وتتكون من الأرز واللحم المفروم مع اللبن، بينما في الجزائر تقدم في صباح العيد حلوى “المحكوكة” و”الرخايمية”، وفي المغرب “كعب الغزال” و”بريوات”.

أطعمة تقليدية في العيد

وبخلاف الحلويات تحرص بعض الأسر في شمال أفريقيا مثل المغرب والجزائر على إعداد أطباق اللحوم الكبيرة كوجبة غداء في العيد للعائلة ومنها “الطاجين”، وهو عبارة عن يخنة تطبخ ببطء من لحم الضأن أو لحوم البقر مع الخضراوات والفاكهة المجففة مثل الخوخ والمشمش والتوابل ويقدم مع الكسكس وهو من الأطعمة التي يتقدم توازن رائع بين النكهات الحلوة والحامضة.

وتقدم العائلات في إثيوبيا صباح العيد العيد طبق “دورو وات” وهو حساء إثيوبي من الكاري المحضر مع الدجاج وعادة ما يتناول مع الخبز الكلاسيكي “إينيجرا”، ويقدم الحساء في طبق كبير ليتشارك الجميع في تناوله.

عيد مبارك

تعتبر زكاة الفطر المفروضة على المسلمين من أهم مظاهر العيد وهي صدقة تعطى إلى الفقراء ليتمكنوا من شراء لوازم العيد والاحتفال مثل باقي المسلمين، كما تعتبر الزيارات العائلية من أهم تقاليد العيد في أفريقيا وخلالها توزع الهدايا والنقود على الأطفال.

 يرتدي الأطفال الملابس الجديدة وينشترون في الشوارع مرددين “عيد مبارك” وهي التهنئة التقليدية في العيد، وتتحول الشوارع إلى مدينة ملاهي للأطفال الذين يسمح لهم بكل أنواع اللعب والحلوى.

ملابس العيد

ومن أهم مظاهر العيد ارتداء الملابس الجديدة وعادة ما تكون ملابس تقليدية من وحي تراث كل بلد، فيرتدي المصريون الجلابيات البيضاء، وكذلك في السودان مع إضافة العمة وهي عبارة عن قطعة قماش تلف بطريقة معينة فوق الرأس، وفي موريتانيا يرتدي الرجال “الدراعة” الزرقاء، بينما تبرز الموريتانيات أناقتهن بـ “الملحفة” وهي عبارة عن قطعة قماش كبيرة سادة أو منقوشة تلف حول الجسم وتغطي الرأس.

ويذهب المغربيون إلى أداء الصلاة في الجلباب المغربي التقليدي و” الجبادور” مع الحذاء الأصفر “بلغة”، وتحرص النساء على الظهور في أجمل إطلالة بالقفطان المغربي ونقوشه الجذابة وأقمشته الفخمة، وفي الجزائر ترتدي النساء “البلوزة الوهرانية” وهي عبارة عن فستان مكشوف الكتفين من أقمشة ثمينة مع تطريزات بخيوط الذهب والخرز وتعتبر من الملابس التقليدية الشهيرة المخصصة للأعياد والمناسبات.

وفي نيجيريا عادة ما تختار كل أسرة نوع قماش معين يبدأ تفصيله قبل العيد، لتظهر الأسرة بزي موحد في أثناء طريقهم لأداء الصلاة، وتكون عادة أقمشة ملونة ومبهجة.