بدأ موسم الأمطار ليضاعف الأزمة التي يعاني منها السودانيون، ففي الوقت الذي أعلن فيه مسؤول ببرنامج الأغذية العالمي عن إغلاق طريق إمداد رئيسي إلى إقليم دارفور بسبب الأمطار الغزيرة ما يمنع وصول المساعدات للضحايا، حذر الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود، كرستوس كريستو من أن الأمطار الغزيرة في السودان مع انهيار الخدمات ستؤدي إلى تفشي الأوبئة، مثل الملاريا والكوليرا.

ونقلت “رويترز” عن مسؤول من برنامج الأغذية العالمي قوله إن طريق إمداد رئيسيا إلى إقليم دارفور السوداني أٌغلق بسبب الأمطار الغزيرة، بينما قالت مسؤولة أخرى من الأمم المتحدة إن النازحين اضطروا إلى أكل العشب.

وفي الوقت الذي أكد فيه خبراء إن إقليم دارفور يواجه خطر وقوع مجاعة، قال إيدي روي، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان، إن آلاف الأطنان من المساعدات عالقة عند معبر التينة على الحدود مع تشاد، ما دفع برنامج الأغذية العالمي إلى إعادة فتح محادثات مع الحكومة المتحالفة مع الجيش، لفتح معبر بديل مناسب في جميع الأحوال الجوية في الجنوب، وهو معبر أدري.

من جهته وصف الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوس كريستو، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” الوضع الصحفي في السودان بأنه الأسوأ على الإطلاق، مؤكدا أنه يتدهور بسرعة كبيرة في ظل التحديات المعيقة للتحرك، وقلة عدد الجهات الإنسانية الدولية الفاعلة على الأرض، ومحدودية التمويل المخصص للاستجابة من قبل الدول المانحة.

وأضاف أن أكثر من 70 % من المرافق الصحية توقفت عن العمل، وأن مستوى سوء التغذية في ازدياد، متوقعاً ارتفاع انتشار حالات الإصابة بالملاريا والأوبئة، مثل الكوليرا، مع بدء موسم الأمطار.
وفي السياق قالت منظمة “مشاد” الحقوقية الإقليمية إن اللاجئين في مخيم “علوم”، يعانون تفشي خطير للأمراض الوبائية والمعدية، التي أدت إلى وفاة 4 لاجئين، بينما تعرض نحو 20 آخرين للإصابة بمرض الكبد الوبائي، كما أكدت المنظمة ظهور حالات إجهاض بين النساء حوامل، بحسب موقع المنظمة.

وأشارت المنظمة إلى أن اللاجئين السودانيين بمخيمات شرق تشاد يجدون صعوبة في الحصول على العلاج، بسبب افتقار المراكز الصحية للعديد من الخدمات العلاجية، محذرة من تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة لمعدلات أسواء، بسبب انعدام الخدمات الأساسية والتدخلات الإنسانية، ما يشكل مخاطر على حياة اللاجئين، وقد يؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية وخيمة.