استبق الجيش السوداني، خطاب قائده الفريق أول عبدالفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم، بشن حملة عسكرية كبيرة لاستعادة الآراضي، التي فقدها في العاصمة الخرطوم، خلال القتال مع قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وقالت مصادر عسكرية لـ”رويترز” إن الجيش شن ضربات مدفعية وجوية على العاصمة الخرطوم، في أكبر عملية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الدعم السريع.

وأشار شهود عيان إلى وقوع قصف عنيف واشتباكات عندما حاولت قوات الجيش عبور الجسور عبر نهر النيل، التي تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل العاصمة الكبرى، الخرطوم وأم درمان وبحري.

وعلى الرغم من أن الجيش استعاد بعض الأراضي في أم درمان في وقت مبكر من هذا العام، إلا أنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد القوات البرية الأكثر فعالية لقوات الدعم السريع المتمركزة في أجزاء أخرى من العاصمة.

ومن المقرر أن يلقى الفريق أول عبدالفتاح البرهان خطابًا اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يمثل ثقلًا سياسيًا وأمميًا لصالح الجيش السوداني في معركته مع ميليشيات الدعم السريع، بعد تعثر الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية وقوى أخرى، مع رفض الجيش حضور محادثات جنيف الشهر الماضي.

وفي السياق ذاته شهدت أروقة الأمم المتحدة أمس، اجتماعًا وزاريا، تحت عنوان “تكلفة التقاعس: الدعم العاجل والجماعي لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة”، بمشاركة ممثلين عن مصر والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحادان الأفريقي والأوروبي، ودعا المشاركون إلى إنهاء الحرب ودعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.

وأكدت جويس مسويا، القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، الحاجة إلى دفعة دبلوماسية متضافرة لإحداث تغيير جذري في وصول المساعدات الإنسانية، من أجل توصيل الإغاثة بشكل آمن ومبسط وسريع من خلال جميع الطرق الممكنة، سواء عبر الحدود أو خطوط الصراع ولتيسير العمل اليومي للمنظمات الإنسانية على الأرض لإنقاذ الأرواح.

وبحسب موقع أخبار الأمم المتحدة حثت المسؤولة الأممية الدول الأعضاء على دعم الجهود الرامية إلى زيادة حجم المساعدات عبر معبر أدري من تشاد وتمديد العمل بهذا الطريق الحيوي إلى ما بعد فترة الأشهر الثلاثة الأولية المسموح لها.

فيما السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد، على ضرورة قبول الأطراف المتحاربة فترات توقف إنسانية للقتال في الفاشر والخرطوم وغيرهما من المناطق المتضررة بشدة للسماح بتدفق المساعدات وفرار المدنيين.