أماني ربيع
أفريقيا قارة ضخمة تتميز بتنوع التضاريس والمناخ، وينعكس هذا التنوع أيضًا على الحياة البرية، فالقارة السمراء موطنا لبعض الحيوانات الأكثر شهرة على هذا الكوكب، بما في ذلك الأسود والفيلة والزرافات ووحيد القرن.
وإذا كانت حيوانات الحياة البرية افي أفريقيا مثيرة للإعجاب، فالنباتات والأشجار أيضا أدعى للعجب، وهناك أكثر من ألف نوع مختلف من النباتات في أفريقيا، منها الأنواع الشهيرة مثل أشجار الباوبا والسنط، إلى جانب الكثير من النباتات البرية الأخرى الأقل شهرة والرائعة أيضا.
وهذه مجموعة من الأشجار الأفريقية العجيبة والرائعة:
شجرة الحُمى
من الصعب تصور شجرة تحمل اسم “حُمى” المرتبط بالمرض والألم، وشجرة الحُمى (VACHELLIA XANTHOPHLOEA) حصلت على اسمها من ميلها إلى النمو بالقرب من مناطق المستنقعات.
ولاحظ المستوطنون الأوروبيون الأوائل في المنطقة أن حمى الملاريا كانت تنتقل في كثير من الأحيان في المناطق التي تنمو فيها هذه الأشجار، وهو استنتاج خاطئ بالطبع ونحن نعلم الآن أن انتشار الملاريا مرتبط بالبعوض وليس الشجرة.
وهذه الشجرة الطويلة، هي واحدة من الأشجار القليلة التي تتم فيها عملية التمثيل الضوئي في اللحاء، مما يمنحها لونًا مذهلاً باللونين الأصفر والأخضر، وهي من الأشجار المفضلة في الحدائق وأوراقها الريشية تعتبر اختيارا مثاليا للعديد من الطيور.
لكن هذه الشجرة لا تحظى بالاحترام في كل مكان. فهي سريعة النمو وقصيرة العمر، ويمكنها الاستحواذ بسرعة على أنواع النباتات الأخرى، وفي أستراليا، تكلف شجرة “أكاسيا نيلوتيكا” وهي قريبة لشجرة الحمى صناعة الرعي أكثر من 3 ملايين دولار سنويًا.
شجرة باوباب
الباوباب (ADANSONIA) هي الأشجار الأكثر شهرة وغرابة في القارة، وربما في الكوكب، يصفها البعض بـ “عمالقة مقلوبين”، وذلك لحجمها الشاهق، كما أن لحاءها مقاوم للحريق ولها أيضا قدرة غير عادية على مقاومة الجفاف.
وأفضل مكان للتمتع بجمال هذه الشجرة هو جزيرة مدغشقر، وهي موطن 6 أنواع محلية أخرى من الأشجار الأفريقية، سيكون بإمكانك مشاهدة الشجرة في شارع des Baobabs الشهير حيث تقف الأشجار العملاقة التي يبلغ طولها 30 مترًا تحرس الطريق.
شجرة النقانق
ليس من الصعب معرفة من أين حصلت شجرة النقانق على اسمها، ففاكهتها الضخمة تشبه النقانق، ويصل وزنها من 5 إلى 10 كجم، وهذه الفاكهة تجعل شجرة النقانق (KIGELIA AFRICANA) مفضلة لدى الحياة البرية المحلية، من خنازير الأدغال وقردة البابون إلى أفراس النهر والفيلة، وقد وجد البشر أيضًا استخدامات للفاكهة، منها الأغراض الطبية، وكذلك في صناعة المشروبات الأفريقية التقليدية.
شجرة الجعبة
وبسبب جمالها المميز، سميت شجرة الجعبة كأحد النباتات الوطنية في ناميبيا، وهذه الشجرة السميكة هي في الواقع صبار عملاق مقنع، ولها أنسجة لبية ناعمة في الجذع والفروع بدلاً من الخشب، ويأتي اسمها من تقليد لدى شعب سان الأصليين الذين يستخدمون فروعها المجوفة لصنع جعبة لسهامهم، وفي بعض الأحيان يمكن استخدام تجويف جذوع شجرة الجعبة الميتة كثلاجات طبيعية.
شجرة خشب الرصاص
كما يوحي الاسم، هذه شجرة قوية جدا، تتميز بالخشب شديد الكثافة لدرجة أنه يغوص في الماء، وهذه الكثافة تجعل الشجرة مقاومة بشكل لا يصدق للنمل الأبيض، ولهذا السبب تظل الهياكل الباقية من خشب الرصاص منتشرة في المناظر الطبيعية الأفريقية حتى بعد فترة طويلة من موت الأشجار الأصلية.
يمكنك أيضًا التعرف على شجرة (ALOE DICHOTOMA)، وهي واحدة من أكبر الأشجار في أفريقيا، من خلال نمط لحاءها المستطيل المميز.
شجرة المارولا
تشتهر شجرة المارولا(SCLEROCARYA BIRREA) ، التي تعيش في جنوب أفريقيا، وأجزاء من غرب أفريقيا ومدغشقر، بثمارها الصفراء الحلوة ولفاكهتها صفات مسكرة البعض يقول أنها تتحول إلى كحول بمجرد سقوطها وتخمرها، ويتم استخدام الفاكهة لإنتاج أمارولا، ثاني أفضل مشروب كحولي كريمي مبيعًا في العالم.
ولهذه الشجرة استخدمات في مجالات عديدة، من علاج الملاريا إلى المبيدات الحشرية، ناهيك عن استخدامها كمصدر للغذاء، وخاصة في أشهر الصيف عندما يتم تزيين الفروع في كثير من الأحيان بديدان الموبان ذات الألوان الزاهية، والتي تعتبر مصدرًا مهمًا للبروتين لملايين الأشخاص في جنوب أفريقيا.
صفير الشوكة
لهذه الشجرة سمعة موسيقية، فهي تتحول لصافرة بفضل أنواع التمل التي تحدث ثقوبا في اشواكها، بحيث تتحول هذه الزوائد الشائكة إلى صفارات طبيعية تنبض بالحياة عندما تهب الرياح.
والنمل ليس مفيدًا فقط في صنع الموسيقى، بل لديه علاقة تكافلية مع شجرة الشوك التي تصفر (Vachellia drepanolobius)، وفي مقابل المأوى والقليل من الرحيق، يُعتقد أن النمل يدافع عن شوكة الصفير ضد الحيوانات العاشبة الجائعة مثل الفيلة والزرافات.
شجرة موبان
لهذه الشجرة جذور أفريقية أصيلة، فشجرة الموبان أو “شجرة الفراشة” لا توجد في أي مكان آخر على هذا الكوكب، وللتغلب على الحرارة في موطنها الحار والجاف، طورت الشجرة أوراقًا على شكل فراشة تفتح وتغلق للتحكم في فقدان الرطوبة.
تعطي هذه الأوراق أيضًا للشجرة اسمها “mopane” وهي كلمة تعني في لغة الشونا “الفراشة”، وخشب الموبان قوي وثقيل ومقاوم للنمل الأبيض، وإذا كان النمل لا مكان له في هذه الشجرة، فهناك حشرات أخرى تعتبرها موئلا، حيث تفقس ديدان الموبان على الشجرة بعد موسم الأمطار، وتعد هذه اليرقات اللذيذة وجبة خفيفة أساسية في العديد من الثقافات الأفريقية.
تين الجميز
لهذه الشجرة جذور نبيلة فقد ذكرت في الكتب المقدسة، وتم العثور على أخشابها وثمارها وحتى أغصانها في المقابر المصرية القديمة، حيث يُعتقد أن شجرة الجميز(FICUS SYCOMORUS) كانت نوعًا من شجرة الحياة.
وشجرة الحياة يبدو وصفا مناسبا للشجرة التي توفر الغذاء لمجموعة متنوعة من الحيوانات أكثر من أي شجرة أخرى في أفريقيا، وتعتبر ثمارها ذات الحجم الرخامي أيضًا الموطن الأول الحيوي لنوع من الدبابير التي تضع بيضها داخل ثمار التين، مما يؤدي إلى بدء عملية التلقيح التي تنتج عن هذه العلاقة التكافلية الرائعة.
شجرة تومبو
موطن هذا النبات هو صحراء ناميبيا في جنوب غرب أفريقيا وهو أحد أطول النباتات عمراً في العالم، حيث يقدر عمر بعض (Welwitschia mirabilis) بأكثر من 2000 عام، وهو نبات غريب المظهر، مع عدد قليل من الأوراق الشبيهة بالحزام والتي يمكن أن يصل طولها إلى 9 أمتار.
الموز البري
(Strelitzia nicolai) هو أكبر عضو في عائلة الموز وموطنه الأصلي جنوب أفريقيا، ويُعرف أيضًا باسم طائر الجنة الأبيض العملاق، و يمكن أن يصل طول الشجرة إلى 12 مترًا ولها أوراق كبيرة على شكل مجداف، زهورها مثيرة للإعجاب بنفس القدر، مع بتلات بيضاء وزرقاء فاتحة، وأرجوانية تشبه رأس الطائر.
شجرة الزجاجة
هذا نوع من النباتات المزهرة موطنه شمال غرب ناميبيا وجنوب غرب أنجولا وشمال غرب بوتسوانا، وتُعرف أيضًا باسم شجرة الزجاجة (Pachypodium lealii) نظرًا للشكل المنتفخ غير المعتاد لجذعها.
يمكن أن يصل طول شجرة الزجاجة إلى 10 أمتار ولها زهور بيضاء جميلة ذات خطوط أرجوانية.
هوديا جوردوني (صبار كالاهاري)
يُطلق عليه عادةً صبار كالاهاري أو “قبعة بوشمان”، وهو نبات عُصاري يوجد في صحاري جنوب أفريقيا، يشتهر بخصائصه المثبطة للشهية، مما جعله مشهورًا كمكمل لإنقاص الوزن.، ويمكن أن يصل طول (Hoodia gordonii) إلى مترين وله زهور صفراء زاهية.
الفربيون (رأس ميدوسا)
(Euphorbia caput-medusae) هو نوع من النباتات النضرة موطنه منطقة كيب في جنوب أفريقيا، وحصل على اسمه من شكله الغريب، الذي يشبه رأس ميدوسا الذي ذكر في الأساطير الإغريقية
تُعرف الفربيون ذات الرأس المتوسط أيضًا باسم نبات الثعبان أو شجيرة الحليب بسبب النسغ الأبيض الحليبي الذي يتسرب من جذعها عند قطعها.