كتبت – أسماء حمدي
في بحر من ملامح الوجه المكررة، احتفلت بلدة “إيجبو أورا” في ولاية أويو في جنوب غرب نيجيريا خلال عطلة نهاية الأسبوع بمشاركة فرق موسيقية واستعراضات بمهرجان التوائم السنوي.
تُعرف “إيجبو أورا” بكونها “عاصمة التوائم في العالم” بسبب المعدل المرتفع بشكل استثنائي لولادة التوائم حيث يوجد ولادة توأم واحدة على الأقل في كل أسرة.


مهرجان سنوي
تضمن المهرجان الذي عقد تحت عنوان “التوأمة من أجل الحب والوحدة وإعادة التوجيه الاقتصادي الوطني”، وأقيم في مدرسة ميثوديست جرامر، موكبًا من التوائم من مختلف الأعمار، يستعرضون في أزواج، ويلتقطون الصور، ويرتدون ملابس متطابقة ويرافقهم عازفو الطبول والراقصون.
التوائم شائعة في قبيلة اليوروبا التي تهيمن على جنوب غرب نيجيريا، ولكن حتى بين شعب اليوروبا، تعتبر مدينة إيجبو أورا استثنائية.
ويعتقد السكان المحليون أن المعدلات المرتفعة للولادة التوائم يمكن أن تُعزى إلى نظام غذائي غني بأوراق البامية والأمالا، والتي تصادف أنها المكون الرئيسي في أحد أكثر الأطباق التقليدية شعبية في المنطقة، حساء إيلاسا، وهو طبق محلي مصنوع من البطاطا ودقيق الكسافا، حسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.
ومع ذلك، يُعبّر خبراء الخصوبة وسكان آخرون عن شكوكهم حيال هذه النظرية، مشيرين إلى أنه لا توجد علاقة مؤكدة بين النظام الغذائي وزيادة معدل ولادات التوائم.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن المدن المحيطة بإيجبو أورا تتبع نفس العادة المتمثلة في تناول نفس النظام الغذائي، فإن أعداد التوائم فيها لا تقترب حتى من مطابقة العدد الثابت من التوائم الموجودة في عاصمة التوائم.


عاصمة التوائم
يقدّر الخبراء أن مدينة “إيجبو أورا” تملك واحدا من بين أعلى معدلات إنجاب التوائم في نيجيريا، ويقول الملك المحلي أوبا كيهيندي جباديولي أولوجبينلي، وهو نفسه توأم وينتمي إلى إثنية يوروبا: “لا تكاد توجد أسرة هنا في إيجبو أورا لا تضم توائم”.
بحسب دراسات علمية وسجلات المستشفيات، يقترب معدل حالات ولادة التوائم في إيجبو-أورا من 50 لكل ألف ولادة، بينما يبلغ المعدل العالمي لحالات ولادة التوائم حوالي 12 لكل ألف ولادة.
يعتبر سكان “إيجبو أورا” أن وفرة التوائم نعمة من الله، خاصة في ظل ما تعانيه نيجيريا هذا العام من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل كامل.
تشير ثقافة اليوروبا إلى أن التوائم يُعتبرون هدية من الإله الأعلى أولودوماري. ويصف التاريخ الشفهي لمدينة إيجبو أورا هؤلاء التوائم بأنهم تعويض مُقدّم للأهالي بعد سلسلة من الكوارث التي تعرض لها المجتمع.
يقول الباحث المتخصص في ثقافة اليوروبا بجامعة إيبادان في جنوب غرب نيجيريا، تايو أوجيوالي، إن الاحتفال بالتوائم “يستند إلى المعتقدات الدينية التقليدية”.
يُشير الباحث المتخصص في ثقافة اليوروبا بجامعة إيبادان في جنوب غرب نيجيريا، تايو أوجيوالي، إلى أن الاحتفال بالتوائم “يستند إلى المعتقدات الدينية التقليدية”.
أعلن منظما هذا المهرجان السنوي، وهما توأمان، أنهما سيعملان قريبًا على تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع للتوائم. ويؤكدان أن “التوائم يجلبون الحظ والشهرة والثروة، ونريد الاحتفال بهذه النعمة”.


تعزيز الثقافة والسياحة
بدوره، أعرب حاكم ولاية أويو، سيي ماكيندي، عن أمله في أن يصبح مهرجان إيجبو أورا للتوائم جزءًا من جهود إدارته لتوسيع اقتصاد الولاية من خلال السياحة، بهدف الحصول على تصنيف موقع للتراث العالمي.
وخلال كلمته في مهرجان التوائم، أكد ماكيندي أن حكومته ستستمر في دعم هذا النوع من المهرجانات نظرًا لتفرده وأهميته لمنطقة إيبارابالاند بشكل خاص وولاية أويو بشكل عام. كما تعهد بدعم حكومته المستمر للمهرجان لجذب المزيد من المستثمرين، مشيرًا إلى أن ذلك سيتحقق من خلال تحسين المرافق وتهيئة البيئة المناسبة لازدهار السياحة في الولاية. وأضاف: “ما نقوم به اليوم يستحق الاحتفال، حيث يمكنكم أن تروا عددًا كبيرًا من الناس الذين جاءوا من كل حدب وصوب لحضور هذا الحدث”.
من جانبه، أعرب رئيس قبيلة إيجبو أورا، أوبا جيموه تيتيلوي، عن تقديره لماكيندي لدعمه لمهرجان التوائم كمنصة سياحية ووسيلة لتوسيع اقتصاد الولاية.
وقال مفوض الثقافة والسياحة في ولاية أويو، واسيو أولاتونبوسون، إن المهرجان يتميز بكونه يضم توائم من جميع المناطق الجيوسياسية في الولاية، مع هدف دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية وإدراجه كتراث ثقافي غير مادي من قبل اليونسكو. وأشار إلى أن المهرجان عزز الثقافة والسياحة في الولاية، وحث سكان إيبارابالاند على احتضان المهرجان وفتح أبوابهم لاستقبال جميع الولايات في نيجيريا.
وفي كلمتهما، أشاد مستشارا ومنظما مهرجان التوائم، السفير تايوو وكيهايندي أوجونتوي، بالحاكم ماكينديلدعمه للمغامرات الثقافية الإبداعية والمبتكرة والسياحية.