أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، إنها ستعمل على تنفيذ قرار تشاد بإنهاء التعاون الدفاعي والعسكري مع فرنسا، مشيرة في بيان رسمي أمس، إلى أن الدولة الفرنسية تعمل بالفعل على إعادة تشكيل وجودها العسكري الأفريقي منذ عامين.
ورغم أن باريس تدرس حاليًا خطة لتقليص وجودها العسكري في منطقة غرب ووسط أفريقيا، إلا أن قرار نجامينا المفاجئ يمثل لطمة قوية للفرنسيين، لأن تشاد هي الحليف الرئيسي للغرب في الحرب ضد المسلحين الإسلاميين في المنطقة، وقرارها يهدد الخطة الفرنسية لتقليص عدد جنودها في المنطقة بنتائج عسكية في وقت تحقق فيه روسيا مكاسب أكبر، بحسب “رويترز”.
الضربة التي تلقتها فرنسا من تشاد، أُلحقت بضربة أخرى من الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، الذي قال في حديث مع التلفزيون الفرنسي، إنه من غير المناسب أن تحافظ القوات الفرنسية على وجودها في بلاده، لأن ذلك ينقص من استقلال وسيادة السنغال.
وبقرار تشاد وحديث الرئيس السنغالي، تكتمل ملامح الهزيمة الفرنسية في أفريقيا، والتي بدأت بطرد قواتها من مالي النيجر وبوركينا فاسو، ثم طرد القوات الأمريكية أيضًا من النيجر وتشاد، في حين تحقق روسيا تمددًا عسكريًا واضحًا في تلك الدول.
وأشارت “رويترز” إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون تسلم قبل أسبوع تقريرًا يتضمن مقترحات حول كيفية تقليص فرنسا وجودها العسكري في تشاد والجابون وساحل العاج، موضحة أن الخطة تهدف إلى خفض عدد القوات إلى 600 من حوالي 2200 حاليًا، على أن تحتفظ بأكبر فرقة لها في تشاد وتكون 300 جندي بدلًا من ألف حاليًا.
لكن قرار تشاد المفاجئ بإنهاء التعاون العسكري مع باريس يربك حسابات الفرنسية، ويؤدي إلى مغادرة قواتهم من وسط أفريقيا بالكامل، وقال أولف ليسينج، مدير برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور في مالي إن قرار تشاد يمثل بداية النهاية للتدخل الأمني الفرنسي في وسط وغرب أفريقيا، فقد كانت تشاد مقر لوجيستي للقوات الفرنسية في المنطقة، وبدونها يواجه الجيش الفرنسي مشكلة كبيرة في الاستمرار في إدارة عملياته الأخرى.
وقال مسؤولون لـ”رويترز” إن تشاد لم تناقش خطوة إنهاء اتفاق التعاون الأمني مع الفرنسيين لكنها صدمتهم بالمفاجئة، مشيرين إلى أن تشاد اعتبرت أن خطة فرنسا لخفض قواتها في نجامينا لأقل من النصف يمثل إهانة لها وأن الفرنسيين بذلك لكن يكونوا في وضع يسمح لهم بضمان أمن النظام العسكري، الذي يقوده الرئيس محمد إدريس ديبي، فقرروا التخلص من الوجود الفرنسي بالكامل.