مع الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، توافد الناخبون في الجابون على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها بريس أوليجي نجيما قائد الانقلاب على عائلة بونجو، التي حكمت لأكثر من نصف قرن، مع آلان كلود بيلي، آخر رئيس وزراء قبل الانقلاب مباشرة، بالإضافة إلى 6 آخرين.
ويسعى نجيما إلى الوصول للسلطة بشكل دستوري، بعد تسعة عشر شهرًا من الإطاحة بالرئيس علي بونجو، ويقدم نفسه كفرصة للتغيير تكافح الفساد في صفوف الحرس القديم.
ووفقا لرويترز قال الشاب ليونيل إيكامبو، وهو ممرض، انضم إلى الطابور خارج مركز اقتراع في مدرسة في ليبرفيل إنه سيصوت لصالح نجيما، الذي تولى القيادة المؤقتة منذ أن قاد الانقلاب كجنرال في الجيش، مضيفًا “مشروعه الاجتماعي يُلبي توقعاتي، وأنا مقتنع بأنه سيُسهم في بناء مستقبل أفضل”.
وتعهد نجيما، الذي يجوب أنحاء البلاد مرتدياً قبعة بيسبول تحمل شعار “نبني معاً”، بتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط وتعزيز الزراعة والصناعة والسياحة.
ومع ذلك، لا يعتقد الجميع أن نجيما، المساعد الشخصي السابق لعمر بونجو، والد علي بونجو، يمثل قطيعة حقيقية مع الماضي.
والمنافس الرئيسي لنجيما هو آلان كلود بيلي، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في عهد علي بونجو قبل انقلاب أغسطس 2023.
وحاول بيلي، البالغ من العمر 57 عامًا، النأي بنفسه عن عائلة بونجو، وشكك في مشروعية ترشح نجيما، قائلًا في تصريحات لـ”رويترز” إنه “يجب على العسكريين العودة إلى ثكناتهم”.
يقول المحللون إن مكانو نجيما كأوفر المرشحين تنبع من شعورٍ بأن الناس كانوا راضين على نطاق واسع عن الانقلاب وكونه المرشح الأكثر بروزًا خلال الحملة.
وقالت فلورنس بيرنولت، مؤرخة شؤون أفريقيا الوسطى في معهد الدراسات السياسية بباريس، إن علاقات بيلي الوثيقة بالحكومة القديمة، التي اُتهمت بتزوير الانتخابات السابقة، تقوض من طعنه في مشروعية ترشح نجيما، فالناس لن يستجيبوا لرئيس وزراء الرئيس المعزول، فهو لا يبدو في وضع يسمح له بالنقد.
ومن المقرر إغلاق صناديق الاقتراع في السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، على أن تعلن النتيجة الأحد، وسيشغل الفائز المنصب لمدة سبع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة.