نظمت سفارة رواندا بالقاهرة، حتفالا رسميا بمناسبة الذكرى الـ 31 لأحداث الإبادة الجماعية ضد التوتسي عام 1994، حيث ألقى السفير المفوض العام دان مونيوزا، مبعوث رواندا لدى مصر، كلمة أشاد فيها بأرواح أكثر من مليون بريء زهقت في 100 يوم فقط، مؤكدا على أهمية إحياء الذكرى كواجب مقدس ونبراس للأجيال القادمة.
وخلال الحفل الذي أقيم، يوم الاثنين 7 أبريل 2025، قال أشاد سفير رواندا لدى مصر، السيد دان مونيوزا، إن “كويبوكا” – بمعنى التذكر – لا يقتصر على النظر إلى الماضي فحسب، بل يشمل مواجهة حقيقة ماضينا المؤلمة وحماية حياتنا للمستقبل، “لقد تعلمت رواندا درسًا قاسيًا، ألا يتدخل أحد لوقف المجازر، واليوم، نقف شاهدًا على الصمود والوحدة والتقدم”.
وأضاف : “لم تكن الإبادة الجماعية ضد التوتسي عفوية، بل كانت حملةً مُدبَّرةً بعناية، غذَّتها الانقسامات والكراهية وفشل المجتمع الدولي”.

وسلط السفير الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها رواندا للكشف عن رفات الضحايا، حيث تم اكتشاف 258 جثة مؤخرًا في منطقة هوي بمقاطعة جنوب رواندا – وهو تذكير صارخ بأن جروح عام 1994 لا تزال حية بالنسبة للناجين والأمة.
وجمع اللقاء دبلوماسيين وأعضاء من مجتمع الأعمال ورجال الدين وأعضاء المجتمع الرواندي وأصدقاء رواندا لتكريم الضحايا والتأمل في دروس هذا الفصل المظلم في التاريخ.

ومثّل الحكومة المصرية السفير محمد صفوت، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول حوض النيل، وحضر الدكتور محمدو لابارانغ، عميد مجموعة السفراء الأفارقة وسفير الكاميرون، ورئيس البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير، البروفيسور بنديكت أوراما، والشيخ الدكتور محمد الأمين، ممثل الأزهر الشريف، والقس موسى عبيد، ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.



دعوة إلى اليقظة العالمية
أعرب السفير مونيوزا عن مخاوفه إزاء التهديد المستمر لأيديولوجية الإبادة الجماعية، لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث لا تزال مجتمعات التوتسي تواجه الاضطهاد. وأدان أنشطة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي ميليشيا إبادة جماعية مرتبطة بفظائع عام ١٩٩٤، ودعا إلى تحرك دولي لتفكيك العنف المدفوع بالكراهية.
وأضاف: “لن يتكرر هذا أبدًا” يجب أن يكون أكثر من مجرد شعار يجب أن يكون التزامًا مدعومًا بإجراءات ملموسة لحماية المعرضين للخطر.

شراكة مصر مع رواندا في جهود التنمية والسلام
وأشاد السفير بشراكة مصر مع رواندا في جهود التنمية والسلام، بما في ذلك المناقشات التعاونية بشأن حل الأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
في كلمته كضيف شرف، أشاد السفير محمد صفوت، نائب مساعد وزير الخارجية المصري، بصمود رواندا، قائلاً: “لقد حوّل الشعب الرواندي الشجاع، بقيادة الرئيس بول كاغامي الثاقبة، بلاده إلى نموذج مُلهم للعالم”.
وشدد على أهمية الاستقرار الإقليمي، داعياً إلى “حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية من خلال الحوار والتكامل”، مؤكداً التزام مصر بتعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك افتتاح مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب في كيغالي قريباً.
كما دقّ السفير محمد صفوت ناقوس الخطر بشأن الوضع المتفاقم في منطقة البحيرات العظمى، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة قائلًا: “بينما نقف متحدين في ذكرى الضحايا، فإن تجدد عدم الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى يُثقل كاهل ضميرنا الجماعي”.
وأضاف أن “السلام والازدهار المستدامين لا يمكن أن يتجذرا إلا في الحوار والتكامل الإقليمي واحترام السيادة – وهي المبادئ التي يجب أن توجه التزامنا المشترك بـ “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”.” وأكد دعم مصر الكامل لجهود الوساطة الجارية.



