إعداد – أ.م.د. محمد جلال حسين
أستاذ الأنثروبولوجيا المساعد – كلية الدراسات الأفريقية العليا – جامعة القاهرة.
تاريخيًّا، تم تعريف الأسرة على أنها مؤسسة دائمة أحادية الزواج ومغايرة الجنس تقوم على الزواج، ويسودها التقسيم الواضح لأدوار الجنسين وفق تصورات اجتماعية وقانونية مقبولة. ولكن حاليًّا في ميدان العلوم الاجتماعية، وخاصة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، تُعرف الأسرة على أنها مؤسسة اجتماعية كبرى تمثل مكانًا لجزء كبير من النشاط الاجتماعي للإنسان، وهي وحدة اجتماعية تنشأ من روابط الدم أو الزواج أو التبني، وقد تكون تلك الوحدة نووية (الآباء والأطفال) أو ممتدة (تشمل أقارب آخرين). وهذه الوحدة أو البنية تتغير طبيعتها من مكان لآخر ومن وقت لآخر وفقًا للظروف الاجتماعية والثقافية (1) .
وعادة ما يُنظر إلى الأسرة في كل مجتمع إنساني على أنها حجر الزاوية في المجتمع، كما يُنظر إليها على أنها الوحدة الأساسية للتنظيم الاجتماعي والتي تقوم بمهمة حيوية، خاصة تلك التي لها علاقة مباشرة باحتياجات الإنسان الأساسية، كما أنها بمثابة الأساس لتنمية شخصية الإنسان والثقافة من خلال عملية التنشئة الاجتماعية (2).
وعادة ما تتكون الأسرة التقليدية في المجتمع الأفريقي من زوج عائل للأسرة وزوجة أو عدة زوجات يضطلعن بأعمال المنزل وتربية الأبناء ورعاية المسنين والعمل بالمزرعة، إضافة إلى الأطفال ووالدي الزوجين والأحفاد والعمات والأعمام وأبناء الأخوة وبنات وأبناء العمومة. أي إن الأسرة التقليدية في المجتمع الأفريقي تأخذ نمط الأسرة الممتدة (3) .
وفي المجتمع الأفريقي، تم تحديد النسيج التقليدي للحياة الأسرية منذ فترة طويلة من خلال شبكات القرابة القوية وأنماط الحياة المجتمعية، مما يشكل حجر الأساس للتماسك الاجتماعي والحفاظ على التراث الثقافي، وقد تضمن هذا النسيج التقليدي الأدوار العائلية والعادات والتقاليد وتعزيز الشعور بالهوية الجماعية والترابط (4) .
ولكن مع ظهور العولمة بأبعادها المختلفة، تأثرت الأسرة الأفريقية تأثيرًا جليًّا، فقد طال تأثير العولمة بنية وهيكلة الأسرة وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين أفرادها، وأحدث الكثير من التغيرات غير المرغوب بها.
ومن هذا المنطلق، جاءت الدراسة الراهنة ساعية للوقوف على أهم التغيرات التي أحدثتها العولمة في بنية الأسرة الأفريقية. وتعد تلك الدراسة من الدراسات المكتبية؛ حيث اعتمدت على استقراء ومطالعة الكتابات والدراسات السابقة التي تناولت موضوع التأثيرات الاجتماعية والثقافية للعولمة بالقارة الأفريقية مع التركيز على تأثيراتها على الأسرة. وتحقيقًا للهدف الذي أبرمت الدراسة من أجله، سوف نستعرض بشيء من التفصيل في متن هذا المقال تأثير العولمة على أنماط الزواج والأسرة، وتأثيرها على تغير الأدوار الاجتماعية بين الجنسين. كما سنشير إلى تأثيرها على رأس المال الاجتماعي الأسري.
(1) العولمة في أفريقيا: الموقف والتأثير
تُعد العولمة واحدة من المفاهيم الأكثر شعبية في الآونة الأخيرة، فهي مفهوم معقد ومتعدد الأوجه أثار الجدل بين العلماء حول معناه وأغراضه، وما إذا كان يهدف إلى خدمة مصلحة الجميع أم أنه يفيد عدد قليل من البلدان أو الأفراد في العالم (5) . وذلك ما جعل العلماء يختلفون فيما بينهم حول تعريفها. بالنسبة لــ “أوجوكو” كان مصطلح العولمة يشير إلى تجميع أمة العالم في مجتمع واحد تذوب فيه الحدود الإقليمية مع احتفاظ كل دولة بسيادتها السياسية المستقلة. بينما لدى “نسيبامبي” فالعولمة تمثل عملية تقدم وزيادة في التفاعل بين العالم وشعوبه، تيسرها التغيرات التكنولوجية المتقدمة في التنقل والاتصالات والمعرفة والمهارات والتواصل بين أنظمة القيم الثقافية والممارسات(6) . بينما عرَّفها “كيلي” بأنها العالم الذي تقترب فيه المجتمعات والثقافات والسياسة والتجارة مع بعضها البعض، فهي بمثابة العمليات التي تغير طبيعة التفاعل البشري عبر مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية (7).
كما اختلف العلماء الأفارقة في موقفهم تجاه العولمة، فأنصار العولمة يؤكدون على أن العولمة تمثل ظاهرة حقيقية تؤدي إلى حدوث تنمية في بعض قطاعات المجتمع، بينما يرى معارضو العولمة أنها مدمرة للثقافة والتنمية في أفريقيا. وبالتالي، فالعولمة بالنسبة للبعض بمثابة حدث يخلق مجالاً للتجارة والتواصل والتعاون، وبالنسبة للبعض الآخر تُعتبر شكلاً من أشكال الاستعمار الذي أوقف النمو ومهَّد للفقر والعنف العرقي وساهم في تقييد الثقافة التقليدية. واستشهد البعض منهم بحالة جنوب أفريقيا، والتي تخلت في معظمها عن ثقافتها ولغتها الأفريقية واتجهت إلى الامتثال بالتقاليد الغربية وتقليد فناني الراب الأمريكيين(8) . كما أشار “موفولوواو” في دراسته عام (2019) إلى أن العولمة ببعدها الثقافي أدت إلى تراجع القيم الأخلاقية؛ حيث أصبح معظم النيجيريين مدينين للثقافات الغربية التي يتم محاكاتها من خلال الوسائط التكنولوجية الحديثة، الأمر الذي أبعدهم عن التمسك بجذورهم التقليدية (9) .
وللعولمة أبعاد متعددة منها البعد السياسي، البعد الاقتصادي، البعد الثقافي والاجتماعي. فالبعد الثقافي للعولمة يتمثل في السعي لفرض ثقافة عالمية واحدة لها قيمها ومعاييرها، بما تحمله تلك الثقافة من تهديد وعدوان على الخصوصية والهوية الثقافية للمجتمعات المحلية. ومما لا شك فيه أن العولمة الثقافية هي أشد أنواع العولمة خطرًا، ذلك لأن الفكر هو المؤثر الأول في سلوك الإنسان ونمط حياته، فالإنسان أسير فكره وعقيدته وثقافته قبل أن يكون أسيرًا لنظام سياسي أو اقتصادي، فمخاطر العولمة على الهوية الثقافية تعد مقدمة لمخاطر أعظم على الدول والمجتمعات (10) .
وعلى المستوى التاريخي، تعد العولمة استعمارًا ثقافيًا يهدف إلى إحداث خلل في الهويات الثقافية للشعوب، وذلك من خلال نشر وهيمنة العولمة الثقافية الأحادية القطب (11) . فعادة ما تُعزز العولمة دمج الأنظمة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية للأمم في الأنظمة العالمية، ويعتبر علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا هذه العملية بمثابة الاستيعاب الثقافي والفكري. وقد أُجريت العديد من الدراسات في هذا السياق، وقامت بتسليط الضوء على طبيعة العولمة وتأثيراتها الإيجابية والسلبية على المجتمع، فالعولمة أحدثت تقدمًا ملحوظًا في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وتقدمات لا مثيل لها في قطاعات الطب والتعليم، ولكن على الرغم من ذلك، فإن للعولمة آثارًا سلبية تم التحقق منها. ويتجلى التأثير الرئيسي للعولمة في فقدان الفرد للهوية الثقافية، فالعولمة من منظور عالم الاجتماع “جيدينز” تؤثر بشكل كبير على الثقافة والهوية والحياة الأسرية. فالمُعضلة الحقيقية للعولمة هي تأثيرها على الأسرة وبنيتها ووظائفها وقيمها وعلاقاتها (12). فالعولمة عادة ما تعمل على استبدال القيم الثقافية التقليدية للأفارقة بالقيم الثقافية العالمية، كما تترك آثارها الواضحة على هيكل وتكوين الأسرة (13) .
فلقد شهدت الهياكل الأسرية في جميع أنحاء العالم تغيرات مختلفة في أشكالها وطبيعتها وعملها، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى الحراك الشخصي المتزايد والقوة التي يتميز بها العالم الحديث، فضلاً عن تأثير العولمة ومحاولة فرضها للقيم الأوروبية على العالم بأسره (14) . فمع تغلغل القيم والممارسات الغربية بفعل العولمة تعرض النسيج التقليدي للأسرة إلى تحولات عديدة يمكن رصدها في عادات الزواج والطقوس والتقاليد المرتبطة به وإعادة تشكيل أدوار الجنسين التي كانت تحددها الأعراف والعادات التقليدية (15) .
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ بل إن هناك العديد من الحضارات الأفريقية فقدت قاعدتها المعرفية من تقاليدها وثقافتها بسبب العولمة، فالأسر الأفريقية التقليدية تأثرت بشكل كبير سواء في أشكالها وأحجامها وأنماط الزواج بها والأدوار بين الجنسين والعلاقات بين الأجيال (16) ، كما سيظهر لنا جليًّا في النقاط التي سنستعرضها لاحقًا.
كما أكد الباحثون على أن العولمة ساهمت بشكل متزايد على تشتت الاستيطان المجتمعي بين أفراد الأسرة في المجتمع الأفريقي، كما ساهمت في تآكل أنظمة القيم الأفريقية، وقد أكدت أيضًا المزيد من الدراسات على أن العولمة أثرت بوضوح على الأطفال الأفارقة من خلال وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت، وأدت إلى انتشار العديد من القيم السلبية وغير المرغوبة لديهم كالعنف والعدوانية والسلوكيات غير المرغوب بها، هذا إضافة إلى تأثيرها على الهوية الأفريقية التي باتت متأثرة بشكل واضح نتيجة لاستيراد القيم الغربية (17) .
وبوجه عام، أجمع معظم الخبراء في مجال علم الاجتماع والاتصال وعلم النفس على أن العولمة بكافة وسائلها وآلياتها ساهمت في ظهور العديد من المشكلات، أبرزها:
• عدم الاستقرار في العلاقات الاجتماعية التقليدية.
• التأثير في القيم والأفكار والمواقف والاتجاهات، ومحو القيم المحلية واستبدالها بأنماط جديدة من السلوك والقيم الأخلاقية والعقائد التي تتعارض مع الثقافات المحلية.
• إضعاف دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية، وانشغال أفراد الأسرة بوسائل الإعلام والتكنولوجيا والعمل، مما يقلل من فرص الالتقاء بين الأفراد.
• إحداث خلل في التوازن التنموي وسيادة الروح الاستهلاكية وطغيان قيم وعادات غريبة تختلف عن القيم السائدة في المجتمع.
• ازدياد الانحراف الاجتماعي بين الشباب بسبب طبيعة المضامين الإعلامية للفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي (18).
ويدعم ذلك إحدى الدراسات الحديثة التي أكدت على تأثير العولمة السلبي على العلاقات الأسرية، وهي دراسة “نزاري ومرعب” (2022)، والتي أثبتت أنه على الرغم من إيجابيات العولمة؛ إلا أنها أحدثت خللاً على مستوى بنية العلاقات الأسرية الجزائرية كنتيجة للاستخدامات السلبية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة التي تُعتبر من أهم منتجات العولمة الثقافية. فقد تغير الإطار المرجعي لجميع أعضاء الأسرة سواء من ناحية قواعد السلوك والتصرفات أو من ناحية أنشطة الحياة، وذلك بعد أن كانت الأسرة هي الإطار المرجعي الأول للفرد. كما تغيرت الوظائف التي تضطلع بها الأسرة، وخاصة في عملية التنشئة الاجتماعية. هذا بالإضافة إلى اختلال القيم والعادات والتقاليد الأسرية وحدوث تصارع واحتكاك بالغ الشدة بين الأنماط الأسرية ظهر على أسره التفكك الأسري والمشكلات الأسرية. بالإضافة على اختلاط منظومة الأدوار الاجتماعية وزيادة تبادلها بين أفراد الأسرة، قلم تعد هناك أدوار اجتماعية محددة تستطيع أن تقتصر على الرجل أو المرأة (19).
(2) تأثير العولمة على الأسرة وأنماط الزواج
في المجتمع الأفريقي التقليدي، وقبل الانتشار السريع للعولمة المعاصرة، كان هناك نمط واحد من الأسرة، وهو الأسرة الممتدة التي تشمل الزوج وزوجته وأطفالهم وأقاربهم. وكان يسودها قدر من التفاهم الجيد والشعور بالوحدة بين العائلات الأفريقية والتقليدية، وكان أفراد العائلات يعملون معًا من أجل رفاهية وازدهار الأسرة. ولكن أدى تدفق العولمة إلى حدوث تغييرات في البنية الاجتماعية الأفريقية ونمط الحياة الأسرية، فأضعفت العولمةُ التنظيمَ الاجتماعي والثقافي للمجتمعات الأفريقية (20).
وبالتالي، فلقد شهدت الهياكل الأسرية التقليدية في أفريقيا تغييرات كبيرة في العقود الأخيرة نتيجة لتأثير العولمة والتوسع الحضري وانتشار القيم الغربية والاتصال الثقافي وغيره من تداعيات العولمة. ويُعد تغير أنماط الزواج وأحجام الأسرة من العناصر الجديرة بالملاحظة، وخاصة في الهياكل الأسرية المتطورة في أفريقيا، فقد أدت العولمة وهيمنة القيم الغربية إلى ظهور أنماط جديدة من الزواج مثل المواعدة والمعاشرة “العيش معًا”، والتي لا تتماشى مع طبيعة التقاليد الأفريقية. كما أدت العولمة إلى ظهور سلوكيات أكثر أنانية، فقد أصبح الشاب هو صاحب القرار في عملية الزواج واختفاء دور الأسرة التقليدي في عملية الاختيار الزواجي والترتيب للزواج، وفقدت دورها في عملية صنع القرار في الزواج. كما اختفت بعض المعايير التقليدية التي كانت تؤخذ بعين الاعتبار عند الترتيب للزواج مثل المكانة الاجتماعية والاعتبارات الاقتصادية وروابط القرابة، وحل محلها اعتبارات أخرى مثل التوافق الفردي والاختيار الشخصي (21) . فالكثير من الشباب الأفارقة في الوقت الحالي يواعدون بعضهم البعض من خلال منصات التواصل الاجتماعي دون أن يكون لديهم معلومات مسبقة عن بعضهم البعض، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان للزواج. وبالتالي، اختفى دور الأسرة التقليدية في عملية الاختيار الزواجي والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالزواج (22).
وبالحديث عن المعاشرة كأحد أنماط الزواج الناجمة عن تأثيرات العولمة، فهي بمثابة اتحاد سكني مشترك قصير الأجل وغير قانوني بين شخصين “رجل وامرأة” غير متزوجين، ولكن تجمعهم علاقة جنسية خالية من تكاليف الزواج الرسمي ومتطلباته. فهذا النمط من الزواج يسمح للشريكين المتعايشين أن يكون لديهما علاقات شخصية وجنسية وحميمية تشبه الزواج، ولكن لا يأخذ نفس الشكل الرسمي والمعترف به ثقافيًا وقانونيًا للزواج. وقد أثبتت الدراسات أن هذا النمط المنتشر من الزواج ساهم في جعل الزواج خيارًا للبالغين أكثر من كونه ضروريًا للبقاء وإنجاب الأطفال، وبالتالي فهي تصرفهم عن هدفهم في الحياة وتعرضهم للعديد من المشكلات العاطفية والاجتماعية. وقد ازداد انتشار هذا النمط من الزواج في الآونة الأخيرة نتيجة لرغبة العديد من الشباب من التحرر من القيود التقليدية المرتبطة بالزواج من ناحية، ونتيجة لارتفاع معدلات التعليم لدى الفتيات من ناجية أخرى. فالتحصيل العلمي للفتيات ساهم في أن الكثير من الفتيات يتركن المدارس في سن أكبر ويتجهن للعمل المأجور بعدها، وهذا ما يدفعهن لاختيار المعاشرة كنمط للزواج مقارنة بالفتيات اللاتي لم يتلقين القدر الكافي من التعليم ويتزوجن في سن مبكر (23) .
ومن ناحية أخرى، ساهمت العولمة في تغيير نمط الزواج من نمط تعدد الزوجات إلى نمط الزواج الأحادي؛ حيث أصبح نمط تعدد الزوجات الذي كان شائعًا من قبل نادر الحدوث بين أواسط الأجيال الشابة. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في الكاميرون، كينيا، نيجيريا، سيراليون، وتنزانيا أن الأسر التي تعتمد على زوجة واحدة أصبحت النمط الأكثر انتشارًا في تلك المجتمعات. فلدى الإيغبو على سبيل الذكر وليس الحصر، يميل الأزواج الشباب إلى إنجاب عدد أقل من الأطفال مقارنة بآبائهم كنتيجة لتوسع المعرفة واستخدام وسائل منع الحمل الحديثة الناجم عن العولمة وتداعياتها (24) .
كما ساهمت العولمة في انتشار نمط “الأبوة أو الأمومة المنفردة”، وهو نمط من الأسرة يرأسها الوالد أو الوالدة بمفردهم ويعتني أحدهما بالأطفال دون مساعدة من الوالد البيولوجي الآخر، وقد يكون هذا النمط من الأسرة ناجمًا عن الطلاق أو الترمل، أو ناتجًا عن الانغماس في علاقات جنسية دون الزواج الرسمي. وقد انتشر هذا النمط من الأسرة بشكل واضح في الآونة الأخيرة نتيجة لرغبة الكثير من النساء العازبات اللاتي لم يتزوجن أن يكون لديهن أطفال ويشكلن أسرة، وما ترتب على ذلك من انغماسهن في علاقات جنسية غير مشروعة لتحقيق ذلك الهدف (25) . وقد أثبتت العديد من الدراسات التي أُجريت في معظم المدن الأفريقية أن الأسر التي ترأسها النساء ترتفع معدلاتها بين أواسط الفقراء (26) .
(3) تأثير العولمة على الأدوار الاجتماعية للجنسين
في العصر الحالي، حدث تغير كبير في أدوار الجنسين عما كان متعارفًا عليه من قبل، فقد حدث تغير في هيكل المرأة ووظائفها ودورها ومكانتها في الأسرة نتيجة التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي فرضتها العولمة. فقد كان من الشائع تقليديًا، أن معظم الأسر الأفريقية يهيمن عليها الذكور الذين يعيلون الأسرة، وتكون الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال من مسؤوليات المرأة (27).
ولكن مع سيادة العولمة وانتشار القيم الغربية تغيرت الأدوار بين الجنسين داخل الأسر الأفريقية، حيث ساهمت العولمة في التحول التدريجي نحو ديناميكيات المساواة بين الجنسين وتحدي الهياكل التقليدية للأسرة والاتجاه نحو تمكين المرأة. وقد اكتسبت مبادرات تمكين المرأة زخمًا بهدف تعزيز الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمرأة من خلال إيلاء المزيد من الاهتمام إلى تعليم المرأة واستقلالها الاقتصادي. ولقد كان لهذا الاهتمام الأثر البالغ على تغير الأدوار التقليدية بين الجنسين؛ حيث شهدت المجتمعات الأفريقية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات التحاق الإناث بالمدارس، الأمر الذي زودهن بالمعرفة والمهارات التي تُمكنهن من تحدي الأعراف التقليدية المتعلقة بالجنسين. كما ساهم التمكين الاقتصادي للمرأة وخروجها لمجال العمل في تحول الأدوار التقليدية للجنسين في الأسرة، فبعد أن كانت المرأة يقع على عاتقها مسؤولية تربية الأبناء والأعمال المنزلية، أصبحت تضطلع بأعمال أخرى في مجال سوق العمل، وما ترتب على ذلك من ضرورة موائمة المرأة وموازنتها بين المسؤوليات المنزلية والمهنية، كما أصبحت عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالأسرة أمرًا مشتركًا بين الزوجين (28). وبالتالي، ساهم التصنيع المدفوع بقوى العولمة في تفكيك المفاهيم الأبوية التقليدية السائدة لدى العديد من الأسر الأفريقية والتي كانت تقوم في الأساس على أن الرجال هم المعيلون الوحيدون للأسر، كنتاج لتغير القوة الاقتصادية والطبيعة الجنسانية للرئاسة الأسرية (29) .
وعليه، أضحت المرأة تقوم ببعض الأعمال التي كانت تُوكل إلى الرجال فيما سبق، كذلك أضحى الرجال يقومون ببعض المهام الموكلة للمرأة من قبل، والتي كانت من ضمن قائمة اختصاصاتها الاجتماعية التي تقرها الثقافة والقيم الاجتماعية.
(4) تأثير العولمة على رأس المال الاجتماعي الأسري
يشير مفهوم رأس المال الاجتماعي إلى الروابط والعلاقات الاجتماعية التي تتضمن مجموعة من القيم والمعايير الأخلاقية والتي يتم تكوينها في إطار بنائي اجتماعي محدد (30) . فهو يمثل أحد الأصول التي يتم إنتاجها عندما يتفاعل الأفراد فيما بينهم ويخلقون علاقات الثقة والتفاهم المشترك (31). ويمكننا تعريف رأس المال الاجتماعي إجرائيًا بأنه “شبكة العلاقات الاجتماعية التي يقيمها الفرد بإرادته مع الآخرين لتحقيق العديد من الأهداف والمنافع والفوائد الاجتماعية والاقتصادية والنفسية سواء داخل نطاق أسرته أو خارجها.
وفي المجتمع الأفريقي التقليدي، كانت العلاقات الأسرية تتسم بالود والتعاون والمساعدة المتبادلة ويسودها مشاعر الحب والرعاية والاحترام بين أفراد الأسرة، ولم يسُدها علاقات السيطرة لأحد الأفراد على الآخرين، فقد كانت الأسر الممتدة تعمل على توطيد العلاقات بين أفرادها بالشكل الذي يجعلهم يعملون كفريق واحد من أجل مصلحة الأسرة (32).
ولكن مع انتشار العولمة، كان تأثيرها على العلاقات الأسرية والعلاقات بين الأجيال في الأسر الأفريقية متعدد الأوجه. فمن ناحية أدى انتشار القيم الغربية إلى زيادة النزعة الفردية وإضعاف الهياكل الأسرية الهرمية التقليدية، مما عزز قدرًا من الحكم الذاتي والاستقلال للأجيال الشابة. كما أدت إلى حدوث صراع بين الأجيال (33) وانهيار الأنماط التقليدية للسطلة والاحترام. فالقيم الغربية أدت إلى ظهور النزعة الفردية لدى الكثير من الشباب الأفارقة واتخاذهم للقرارات الفردية المستقلة المتعلقة بحياتهم، وأصبحوا أقل التزامًا بالتوقعات والأعراف المجتمعية الصارمة. كما أن تآكل الهياكل الهرمية التقليدية وانهيار الأنماط التقليدية المتعلقة بالاحترام والنظام الاجتماعي أدى إلى التنافر بين الأجيال وحدوث صراع ثقافي بين الأجيال الأكبر سنًّا والأجيال الأصغر سنًّا، فالأجيال الشابة تميل إلى الاستقلالية والفردية، بينما تميل الأجيال الأكبر سنًّا إلى الالتزام بالقيم والأعراف التقليدية التي تقرها الثقافات الأفريقية، وذلك ما جعل الأجيال الأكبر سنًّا تنظر إلى الأجيال الأصغر سنًّا على أنهم سيئو الأخلاق، وهذا ما زاد من عملية التنافر بين الأجيال .
كما كان للتمكين الاقتصادي للمرأة دور هام في التأثير على طبيعة العلاقات الأسرية، فقد تطلَّب التمكين قضاء المرأة لجزء كبير من وقتها خارج المنزل، مما انعكس بالسلب على دورها في التربية والتنشئة الاجتماعية لأطفالها وتركهم لفترات طويلة دون رقابة وتوجيه. وقد انعكس ذلك على طبيعة العلاقات الأسرية بين الوالدين والأبناء من ناحية، وعلى منظومة القيم التقليدية التي ينبغي أن يلتزم بها الأطفال، فغياب الأم ساهم في عدم تدعيم تلك القيم ومهد الطريق لاكتساب الأطفال للقيم غير المرغوب بها (34) .
ونشير في هذا الصدد إلى نموذج شعب الإيغبو، ذلك الشعب الذي يعتبر الأسرة قيمة كبيرة وينظر إليها على أنها أساس المجتمع. فعادة ما يتم تنظيم الأسرة لدى هذا الشعب بشكل هرمي حيث يكون رب الأسرة هو الأب وتقوم بتدعيمه الأم في عملية تربية الأبناء الذين يتم تدريبهم على عادات احترام الوالدين وكبار السن. فلا يجوز للأبناء أن ينادوا كبار السن بأسمائهم دون استخدام الألقاب، كما يتوجب عليهم أن يقوموا بإلقاء التحية على كبار السن لأول مرة في اليوم كعلامة على التبجيل. ويعطي الإيغبو قيمة كبيرة للأسرة الممتدة، ولكن كان لهجوم العولمة الأثر البالغ في إزالة تلك القيم واندثارها، حيث انهار نظام الأسرة الممتدة واختفى دورها في تربية الأبناء، وأصبحت مهمة تربية الأبناء قاصرة على الأسرة النووية فقط وخاصة الأم كنتيجة لانشغال الأب بالعمل لكسب لقمة العيش، وهذا ما انعكس على سلوكيات الأطفال وعلى قيمهم، حيث افتقدوا القيم التقليدية الخاصة بالإيغبو. وعلى النقيض من ذلك، كان للعولمة أثر إيجابيًا على شعب الإيغبو؛ حيث ساهمت العولمة في نشر الثقافة التقليدية للإيغبو بما تشمله من فنون ورقص وغناء، كما ساهمت في ارتفاع معدلات التعليم بين أواسط شعب الإيغبو، وساعدت على اطِّلاع شعب الإيغبو على الثقافات الأخرى وتحسين مستويات الطب التقليدي (35) .
وبالتالي، يمكننا القول بأن تأثيرات العولمة انعكست على الأسرة بالممتدة، فبعد أن كانت تلك الأسر يسودها المحبة والإخاء والتعاون والاحترام والمصلحة العامة التي تعمل من أجل الأسرة في المقام الأول، أصبح يسودها سوء الفهم والانقسام والعداء والرغبة في السيطرة وشيوع المصلحة الذاتية بدلاً من مصلحة الأسرة، مما أنعكس بالسلب على طبيعة العلاقات الاجتماعية الأسرية (36).
ومن ناحية أخرى، ساهم ظهور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تقلص العلاقات الاجتماعية الأسرية والزيارات الاجتماعية التي كانت سائدة من قبل، فقد كشفت العديد من الدراسات أن العديد من الأفراد استبدلوا التواصل وجهًا لوجه بالتواصل عبر الهاتف المحمول وتقنيات الإنترنت، مما انعكس بالسلب على طبيعة العلاقات الاجتماعية الأسرية.
وخلاصة القول، يمكننا إيجاز أهم التغيرات التي طرأت على الأسرة في ثلاث نقاط هامة، وهي: أولاً: أصبحت الأسر تميل إلى إنجاب عدد أقل من الأبناء مقارنة بما كان عليه الوضع مسبقًا، وأصبح النمط السائد للزواج هو الزواج الأحادي وطغت الأسر النووية على الأسر الممتدة. ثانيًا: تآكلت السلطة الأبوية التقليدية، أي سلطة الأزواج والآباء، وما ترتب على ذلك من حدوث تغيرات في الأدوار بين الجنسين. ثالثًا وأخيرًا: تم علمنة الحياة الجنسية وتحررت إلى حد كبير من المحرمات الدينية والقيم التقليدية المتعارف عليها في المجتمعات الأفريقية (37) .
خاتمة
لقد عرَّض المجتمع المُعَوْلم الذي نعيش فيه الأسرةَ الأفريقية بشكل عام للتغيرات الحديثة من خلال التعليم والتصنيع والتحضر والحروب والغزو والهجرة وبعض القضايا الأخرى مثل تعاطي المخدرات والأوبئة والأمراض. وقد ساهمت العولمة في تآكل نمط الحياة القديم ببطء وخاصة مع وفاة كبار السن في المجتمع، ومع ذلك، لم تتآكل جميع القيم الثقافية وأنماط الحياة، فهناك بعض المجتمعات لديها روابط قوية مع قيمها الثقافية، وتسعى للحفاظ عليها وحمايتها من آثار العولمة. وبالتالي، فإن استمرارية وبقاء الأسرة الأفريقية في عالم اليوم المُعولم كان نتيجة لبعض استراتيجيات التكيف الأساسية التي اعتمدتها تلك الأسر (38) . فلدى جماعة “بابور بورا” في جنوب بورنو بنيجيريا، نجد أن هناك بعض الاستراتيجيات التي تم اتباعها لمواجهة آثار العولمة، وخاصة على الأسرة والعلاقات الاجتماعية القائمة بين أفراد الجماعة. فقد انتهجت تلك الجماعة بعض الاستراتيجيات مثل المشاركة في الأفراح والأحزان. ففي مناسبات الأفراح يشارك جميع أفراد الأسرة والعائلة والأقارب في مراسم الزواج من خلال توفير متطلبات الزواج والطعام والمشروبات اللازمة للاحتفال لتقوية العلاقات الأسرية، وضمان بقاء واستمرارية الأسرة والعائلة. وكذلك الحال في مراسم الجنازة، حيث يتوجه جميع أفراد العائلة والأقارب إلى منزل المُتوفَّى ويستمر بقاؤهم بالمنزل لمدة سبعة أيام متصلة بجوار أسرة المُتوفَّى لتخفيف التوتر والقلق والحزن، كما يقومون بشراء الأطعمة والمشروبات والاحتياجات اللازمة لمراسم الجنازة والعزاء. وتتجلى أيضًا استراتيجيات التكيف المتبعة لضمان بقاء الأسرة والعائلة الأفريقية لدى تلك الجماعة في عيادة المرضى، فعندما يمرض أحد الأفراد يتجه جميع الأقارب إلى منزله لزيارته ويحملون معهم الأطعمة والمشروبات المفضلة لدى المريض ويقدمون الدعم المادي اللازم لشراء الأدوية وتغطية نفقات العلاج (39) .
في ختام هذه الدراسة، يتضح لنا أن العولمة قد أحدثت تأثيرًا عميقًا على مختلف جوانب الحياة في المجتمعات الأفريقية، بما في ذلك بنية الأسرة وهيكلها والأدوار الاجتماعية للجنسين ورأس المال الاجتماعي الأسري. فقد أدت العولمة إلى تحول تدريجي نحو ديناميكيات المساواة بين الجنسين وتحدي الهياكل التقليدية للأسرة، مما ساهم في تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في المجال العام من ناحية، وتفكك العلاقات الأسرية التقليدية وحدوث صراع بين الأجيال من ناحية أخرى. هذا بالإضافة إلى انعكاساتها على عملية التنشئة الاجتماعية، وما ترتب عليه من تدهور منظومة القيم الأفريقية التقليدية وافتقار الأجيال الحديثة لها، وظهور العديد من القيم غير المرغوب بها.
ولذلك، فمن المهم مواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز القيم الأسرية التقليدية مع الأخذ بعين الاعتبار التغيُّرات التي أحدثتها العولمة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
• العمل على إحياء الثقافات الأفريقية التي طغت عليها الثقافة الأوروبية بفعل الاستعمار والعولمة.
• غرس القيم الأخلاقية والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة والعمل على إحياء القيم الأسرية المهددة بالانقراض والاندثار.
• دعم تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في عملية صنع القرار الأسري بما لا يخلُّ بالتقاليد الأفريقية التقليدية.
• استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الروابط الأسرية وليس استبدالها.
• العمل على حماية الهوية الثقافية للأسرة الأفريقية، وذلك من خلال التعرف على الثقافة والتاريخ الأفريقي وتعزيزهما لدى أفراد الأسرة، والحرص على المشاركة في المناسبات الثقافية والاجتماعية، ودعم استخدام اللغات الأفريقية في المنزل.
• التأكيد على أهمية البحث المستمر لفهم تأثير العولمة على المجتمعات الأفريقية نظرًا لما تتمتع به العولمة من مستجدات وتغيرات مستمرة.
• دعوة المتخصصين إلى مزيد من النقاش والحوار حول هذه القضايا التي أخلفتها العولمة والعمل على وضع المزيد من الحلول الفعالة في مواجهة الآثار السلبية للعولمة لضمان عدم اندثار القيم الأفريقية واستمرارية بنية الأسرة التقليدية.
المراجع :
(Okoro, M. E., & Ndubisi, E. J. (2015). Rediscovering the Definition of the Family: Implications For the African Globalized Society. Journal of Research in Business and Management. Vol. (3). No. 10: 35-41, p38.
(Iganus, R. B., & Haruna, A. (2017). The strength of African culture in managing family crisis in a globalized world. Anthropology, 5(4), 1-5, p1.
(Ayandele, O., & Popoola, O. A. (2019). Globalization Influence on Alternative Trajectories to Family Formation in Africa, p2.
(Adaki, A. Y. (2023). The Role of Westernization in the Changing African Family Structures: A Systematic Literature Review. Humanities, Society, and Community, 1(1), 61-75, p63.
(Mofoluwawo, E.O. and Ajibade, I. O. (2019). Impact of Cultural Globalisation on African Moral Values: The Case of Nigeria. East African Scholars Journal of Education, Humanities and Literature. 2(7)- 382: 388, p384.
(Iganus, R. B., & Haruna, A. (2017). Op Cit., p2.
(Elizabeth, D. F. (2020). Globalisation and African Culture: The Nigerian Experience. The International Journal of Humanities & Social Studies .Vol. 8, No. 1:271- 275, p271.
) Elizabeth, D. F. (2020). Op Cit., p 271.
(Mofoluwawo, E.O. and Ajibade, I. O. (2019). Op Cit., p386.
) عبد الفتاح، عمر السيد (2007)، اللغات الأفريقية وتحديات العولمة، مجلة دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، السودان، المجلد (3). العدد (7). ص40.
) محمد، زغو (2010)، أثر العولمة على الهوية الثقافية للأفراد الشعوب، مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية، المجلد (4)، ص97.
(Rahman, S., & Uddin, M. (2017). The impact of globalization on family values. International Journal of Advanced Research. 5(8), 968-77, p968.
(Ayandele, O., & Popoola, O. A. (2019). Op Cit., p2.
(Alabi, O. J., & Olonade, O. Y. (2022). Complexities, dynamism, and changes in the Nigerian contemporary family structure. In Families in Nigeria: Understanding their diversity, adaptability, and strengths (Vol. 18, pp. 99-112). Emerald Publishing Limited, P100.
(Adaki, A. Y. (2023). Op Cit., p63.
(Ibid, p61.
(Noah, Y., Aliyu Taofeek, K., & Moshood, I. (2016). Globalization, Family System, and Challenges of Socio-Political Stability in Africa. Contextualizing Africans and Globalization: Expressions in Sociopolitical and Religious Contents and Discontents, 19, p2.
) عبد الرضا، أسعد طارش. (2010). الآثار الاجتماعية للعولمة على دول العالم الثالث. مجلة دراسات دولية. العدد (43)، ص 107.
) مرعب، ماهر فرحان. نزاري، سعاد. (2022). تأثير العولمة على العلاقات الأسرية في المجتمع الجزائري. المجلة العلمية للتكنولوجيا وعلوم الإعاقة. المجلد (4). العدد (4). 141-165.
(Yankuzo, K. I. (2014). Impact of Globalization on the Traditional African Cultures. International Letters of Social and Humanistic Sciences, 15, 1-8, p3.
(Adaki, A. Y. (2023). Op Cit., p67.
(Alabi, O. J., & Olonade, O. Y. (2022). Op Cit., P102.
(Ayandele, O., & Popoola, O. A. (2019). Op Cit.,p5.
(Bigombe, B., & Khadiagala, G. M. (2004). Major trends affecting families in Sub-Saharan Africa. Alternativas. Cuadernos de Trabajo Social, N. 12 (diciembre 2004); pp. 155-193, P 163.
(Ayandele, O., & Popoola, O. A. (2019). Op Cit., p5.
(Bigombe, B., & Khadiagala, G. M. (2004). Op Cit., P164.
(Ajani, a. o. (2021). Globalisation and Trends of Changes in Family Institution in Nigerian Society. American International Journal of Supply Chain Management. Vol. 2, No. 1, p50.
(Adaki, A. Y. (2023). Op Cit., 68.
(Alabi, O. J., & Olonade, O. Y. (2022). Op Cit., P105.
) كدواني، شرين محمد (2018). دور الفيس بوك في تشكيل رأس المال الاجتماعي: دراسة تطبيقية، المجلة العربية لبحوث الإعلام والاتصال (33): 180- 199.
) هاشم فوزي العبادي (2014)، دراسة العلاقة بين رأس المال البشري ورأس المال الاجتماعي بحث استطلاعي لآراء عينة من التدريسيين في جامعة الكوفة، مجلة الغري للعلوم الاقتصادية والإدارية، المجلد (10). العدد (31)، ص 117.
(Yankuzo, K. I. (2014). Op Cit., p4.
(Adaki, A. Y. (2023). Op Cit., p69.
(Ajani, a. o. (2021). Op Cit., p51.
(Ndem, S. (2018). Influence of Globalization on African Cultures From the Perspective of IGBO: What are the Implications. Bachelor’s thesis Programme. International Relations. TALLINN University of Technology. School of Business and Governance. Department of Law.
(Ajani, a. o. (2021). Op Cit., p51.
(Therborn, G. (2006). African Families in Global Context. Second Edition. Elanders Infologistics Väst AB, Göteborg, p17.
(Iganus, R. B., & Haruna, A. (2017). Op Cit., P2.
(Ibid, P3.