في الوقت الذي واصل فيه رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، كقائد اقترب من النصر، جولته الأفريقية التي شملت 5 محطات، هي مالي وسيراليون وغينيا بيساو والسنغال وموريتانيا، احتفل السودانيون في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بعدما أحكم الجيش سيطرته عليها وطرد منها عناصر ميلشيا الدعم السريع، وهي المعركة التي ستمثل نقطة تحول مهمة في الحرب الدائرة منذ نحو عامين.

ونقلت “رويترز” عن إحدى السيدات اللاتي شاركن في الاحتفال بتحرير ود مدني قولها “نحن سعداء للغاية، ولا نستطيع التعبير عن أنفسنا، فقد مر علينا عام كامل ونحن محاصرون، لا نستطيع التنفس”.

وقال المحامي السوداني أحمد عبد القادر، الذي كان يشارك في الاحتفالات: إن كان لدينا 1000 جنيه فقط (0.40 دولار) يقولون لنا أن نسلمها، لقد أرهقونا وأذلونا، مضيفًا أن “عناصر الدعم السريع داهموا المنازل لنهبها وكل منزل لا يعثروا فيه على شئ كانوا يقتلون أهله، لقد تركونا بلا أي شئ”.

وقال جليل حرشاوي، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن لـ”رويترز” إن “سيطرة القوات المسلحة السودانية على ود مدني يعزز معنوياتها ويعرض وحدات كبيرة من قوات الدعم السريع لخطر التطويق في المنطقة”.

وأضاف أن ذلك “يتيح أيضا للقوات المسلحة السودانية تكثيف الضغط على الخرطوم قبل أن تحول تركيزها نحو الغرب”، محذرا من أن قوات الدعم السريع قد تشن هجوما مضادا على الفاشر، آخر معقل متبقي للجيش في منطقة دارفور بغرب البلاد.

وفي السياق قال الفريق شمس الدين كباشي: “هذا نصر كبير نحمد الله عليه، لكننا لا نتوقف، نحن نسير بسرعة، نحن في عجلة من أمرنا، وإن شاء الله قريباً سيتم تطهير كل شبر من السودان”.

وتأتي هذه السيطرة السريعة نسبيًا بعد أسابيع من التقدم الذي حققه الجيش في القرى المحيطة، والذي تم تجهيزه حديثا في الأشهر الأخيرة بأسلحة جديدة.

وقالت مصادر في الدعم السريع لـ”رويترز”، إن قوات الدعم السريع اختارت الانسحاب بعد أن تعرضت للهزيمة.

وقال شهود عيان إن المسلحين انسحبوا شمالا باتجاه مدن أخرى بالولاية والخرطوم، بعد أن طاردتهم ضربات جوية للجيش.