تصاعدت حدة الصراع الرئاسي في #كينيا بتقديم حلفاء الرئيس وليام روتو في البرلمان، اقتراحا لمساءلة نائب الرئيس ريجاتي جاتشاجوا، متهمين إياه بإثارة الكراهية العرقية وتقويض الحكومة، تمهيدًا لإصدار قانون بعزله من منصبه.
وبحسب “رويترز” صعد الخلاف بين #روتو وجاتشاجوا إلى العلن في الأيام الأخيرة، حيث يتهم الرئيس الكيني نائبه بأنه كان سببًا في الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة قبل نحو ثلاثة أشهر، والتي راح ضحيتها العشرات في اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.
وفي تصريحات إعلامية له، نفى جاتشاجوا اتهامات حلفاء روتور، مؤكدًا أنه يتعرض للتهميش، ولا يستطيع استخدام صلاحياته والقيام بمهامه، لكن روتو لم يعلق علنًا على تلك التصريحات ولا حملة الإقالة.
وجاتشاجوا من السياسيين الكبار في كينيا وينحدر من منطقة جبل كينيا المكتظة بالسكان، وساعد في حشد كتلة تصويتية كبيرة ساعدت روتو على الفوز بانتخابات عام 2022.
وأصبح نائب الرئيس أقل نفوذا منذ رشح روتو أعضاء من ائتلاف المعارضة الرئيسي لحكومته بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال شهري يونيو ويوليو ضد الزيادات الضريبية التي كانت تخطط لها الحكومة، ما أسفر عن مقتل نحو 50 شخصًا فى اشتباكات متعددة بين الشرطة والمتظاهرين.
ووقع نحو 83% من المشرعين البالغ عددهم 349 في الجمعية الوطنية على اقتراح مساءلة نائب الرئيس الذي قدمه موينجي موتوسي، عضو البرلمان عن ائتلاف روتو، وهو ما يتجاوز بكثير الثلث المطلوب للتصويت عليه.
إذا تمت الموافقة على الاقتراح بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب، فسوف يستمع مجلس الشيوخ إلى الاتهامات وقد يعين لجنة خاصة للتحقيق فيها، حيث يمكن لجاتشاجوا أو ممثله الرد على هذه الاتهامات.
وإذا صوت ما لا يقل عن ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لصالح الإقالة، فسيتم عزل جاتشاجوا.
وقال رئيس البرلمان موسيس ويتانجولا إن “الاقتراح الخاص أمام مجلس النواب يمثل لحظة دستورية غير مسبوقة في ديمقراطيتنا”، مضيفًا أن مجلس النواب سينفذ برنامجًا للمشاركة العامة في عملية المساءلة يوم الجمعة. وأكد أنه سيتم دعوة جاشاجوا إلى البرلمان للرد على الاتهامات في 8 أكتوبر الجاري.
وبالإضافة إلى اتهام جاتشاجوا بإذكاء العداوات العرقية، يقول الاقتراح أيضًا إنه قوض الحكومة من خلال مناقضة روتو علنًا.
أثار جاتشاجوا غضب الكثيرين في ائتلاف روتو لتشبيهه الحكومة بالشركة، في عدة مناسبات وادعائه بأن أولئك الذين صوتوا لصالح الائتلاف لهم الأولوية في وظائف القطاع العام ومشاريع التنمية.
وقال وزير العمل ألفريد موتوا عبر موقع إكس “لعنة أفريقيا كانت دائما هي القبلية والفساد، وهذا الاقتراح لا يتعلق بالسياسة بل بإنقاذ روح كينيا”. لكن ماشاريا مونيني، الأستاذ في الجامعة الأمريكية الدولية في نيروبي، قال إن “الحكومة تتطلع إلى صرف الانتباه عن إخفاقاتها”، موضحًا لـ”رويترز” أن أفضل طريقة لصرف الانتباه عن هذه الأزمات هي خلق أزمة باسم الاضطرار إلى إصلاح نائب الرئيس.