كتبت د – شاهيناز العقباوي

كاتبة صحفية بجريدة الأهرام

يعد الأزهر الشريف إحدى قلاع الدين والعلم التي ينتشر شذاها وعطرها الطيب وفضلها على كافة ربوع العالم، ولأن له الكثير من الأيادي البيضاء والفضل على العديد من دول العالم، نجح الأزهر في غرس روح البناء في الكثير من الأعراق والأجناس فصنع فرقًا كبيرًا وأجيالًا تدين له بالفضل والولاء، ولم تكن القارة السمراء ببعيدة عن هذا العطاء الممتد، ولم يغب يومًا عن دوره المساند لشعوب القارة؛ حيث قدَّم عبر تاريخه الممتد لأكثر من ألف عام كل سبل الدعم، وزاد هذا الاهتمام خلال السنوات الأخيرة؛ حيث سعى وبكل قوة إلى ترسيخ المبادئ الإسلامية، والتعريف بصحيح الدين الإسلامي، ونشر اللغة العربية وإحلال السلام والتسامح والتعايش، والتأهيل العلمي والدعوي في كل بلدان القارة السمراء، والتي كان لها النصيب الأكبر لهذا العطاء الزاخر.

 وقد أخذ الأزهر على عاتقه، منذ السنوات الأولى لنشأته، حمْل لواء الدفاع عن مبادئ الدين الإسلامي وسماحته ووسطيته واعتداله ونشرها في مختلف دول القارة، من خلال الجولات التي يقوم بها علماؤه بين ربوعها، وترجع علاقة الأزهر الشريف بأبناء القارة إلى السنوات الأولى لنشأته، حيث توافد أبناء الشمال الأفريقي إلى أروقة الجامع لتلقي العلوم الشرعية والعربية؛ لذا تم إنشاء رواق المغاربة للطلاب الوافدين من كل من “برقة، طرابلس، تونس، الجزائر، مراكش، موريتانيا”، ومع انتعاش الحركة العلمية للجامع الأزهر في عهد المماليك، احتلت دولُ القارة الأفريقية مكانًا بارزًا في أروقته، فتم إنشاء رواقي السنارية والدارفورية لطلبة السودان، ورواق “دكارنة صليح” لطلاب إقليم بحيرة تشاد، ورواق الفلاتة لطلاب أفريقيا الوسطى، فضلاً عن رواق البرنية لطلاب برنو بإقليم غرب أفريقيا، بالإضافة إلى أروقة البربر والجبرتية، وساهمت المعاملة الكريمة التي حظي بها الطلاب الأفارقة الدارسون بالأزهر في توثيق العلاقات بين أبناء الشعب المصري وإخوانهم من شعوب أفريقيا. لا سيما أنه وفَّر لهم إقامة مستقرة في أروقته ومرتّبات ليتفرغوا للعلم والمعرفة، ويستقبل الأزهر العديد من الراغبين في الدراسة فيه من أبناء الدول الأفريقية؛ حيث يقدم لهم المنح الدراسية السنوية، ويسهّل إقامتهم من خلال مدينة البعوث الإسلامية التي أُعدت لهذا الغرض. والتى تتولى الإشراف على الطلاب الوافدين للدراسة به، مع تسهيل مهمة إلحاقهم بالمعاهد والكليات الأزهرية.

وحاليًا يضم الأزهر الشريف بين جنباته أكثر من 30 ألف طالب وافد من 110 دول حول العالم، يدرسون في مختلف المراحل التعليمية، ومعظمهم حاصلون على منح دراسية، ويتكفل الأزهر بمصاريف دراستهم وإقامتهم، كما يحرص على تنظيم العديد من الدورات التدريبية والتثقيفية والترفيهية للطلاب الوافدين، فضلًا عن الندوات التوعوية والدينية.

ويبلغ عدد الطلاب الوافدين من أفريقيا وحدها للدراسة تقريبًا حوالي (8,800) طالب وطالبة ، من بينهم (2000) حاصلون على منح كاملة من أكثر من 46 دولة منهم «إثيوبيا، أفريقيا الوسطى، نيجيريا، الصومال، السنغال، الكاميرون أوغندا، النيجر، الكونغو الديمقراطية، الكونغو برازافيل، الجابون، أنجولا، بوروندي، إريتريا، بوركينا فاسو، تشاد، تنزانيا، توجو، جنوب أفريقيا، رواندا، زامبيا، زيمباوي، سيراليون، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا كوناكرى، كوت ديفوار، كينيا، ليبيريا، مالي، مدغشقر، موزمبيق، مالاوي»، وبذلك تحتل أفريقيا المركز الثالث في عدد الطلاب الوافدين، بالإضافة إلى 253 باحثًا في الدراسات العليا، وخصَّص الأزهر 562 مبعوثًا لـ30 دولة أفريقية، كذلك يوجد 16 معهدًا أزهريًّا موزعة بين دول أفريقيا، من أصل 23 معهدًا على مستوى العالم.

وفي إطار نشر العلم الديني والمساعدة في دول القارة، يوفر الأزهر أكثر من (558) معلمًا ومدرسًا وواعظًا لتعليم وتدريب طلبة وأئمة المساجد هناك على مناهج ومبادئ الإسلام الصحيحة السمحة والمعتدلة، كما قام الأزهر بتدريب أكثر من (500) من أئمة المساجد والوعاظ من الدول الأفريقية على كيفية مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب والتحديات المختلفة التي تواجهها بلادهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام بإرسال (۲۸) قافلة طبية وإغاثية، وتمكَّنت خلال تلك البعثات من إجراء الكشف الطبي على أكثر من (100,000) شخص.

هذا، وتعتبر البعثات والقوافل العلمية من أهم آليات الأزهر في أفريقيا، وأكثرها انتشارًا في معظم دولها ، وتتولى إدارة البحوث الإسلامية التابعة لمجمع البحوث الإسلامية متابعتهم. كما يقوم الأزهر بتمويل وإدارة المعاهد والمراكز الدينية بدول القارة وتزويدها بالمدرسين والكتب. وتستحوذ أفريقيا بالنصيب الأوفر من عدد المبعوثين. ويعتمد الأزهر أيضًا على القوافل الدعوية في دعم فكرة التواصل مع القارة .

وطبقًا لسياسته في التواصل مع الجامعات الأفريقية تم عقد اتفاقيات علمية مع كل من جامعة سوزا بجزيرة زنجبار بتنزانيا في مجال الدراسات الأفريقية، وجامعة عبد الرحمن السميط بتنزانيا في مجال الدراسات العربية والأفريقية، كما يقوم القسم الأفريقي تحت رعاية جامعة الأزهر بإيفاد بعثات ومهمات علمية من خلال وزارة التعليم العالي.

لجنة الأزهر

وتضاعفت مسؤولية الأزهر الشريف منذ أن تسلَّمت مصر مسؤولية رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2019، حيث قرر شيخ الأزهر وضع لجنة تهتم بالشؤون الأفريقية، ويقوم وفد من كبار علمائه بزيارة الدول الأفريقية تباعًا لبحث مشكلاتها ورعاية طلابها وتقديم المنح لهم، وتختصّ اللجنةُ بالعمل على وضْع البرامجِ والخُطط والأنشطة، التي من شأنها تدعيمُ أبناء دول وشعوب القارّة وذلك من خلال بحْث زيادة عدد المِنَح المُقَدَّمة للطلاب الدارسين، والمبعوثين من المدرّسين، وتكثيف البرامجِ التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها، فضلًا عن تَيسير القَوافلِ الإغاثية والطبية للدول الأشدّ احتياجًا، والتي بها عجز في الطَّواقم الطبية لرفْع المُعاناة عنهم، والعمل على ترتيب زياراتٍ خارجية لشيخ الأزهر إلى غرْب أفريقيا. كما تختص اللجنة ببحْث إمكانية افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية بها، وتَبادُل الزيارات بين المؤسسات التعليمية والدعوية في الأزهر ودول القارة، وذلك في إطار جهوده في دعم شعوبها.

ولا تقتصر جهود الأزهر التعليمية في أفريقيا على استقبال الطلاب الوافدين للدراسة بالقاهرة فحسب، بل حرص على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب أفريقيا، وذلك عبر معاهده التي تنتشر في كل من: الصومال وتنزانيا وجنوب أفريقيا وتشاد ونيجيريا والنيجر وأوغندا، وذلك وفق بروتوكولات تعاون بين مصر وهذه الدول. ويسعى الأزهر من خلال هذه المعاهد على تحسين الأوضاع التعليمية في هذه الدول، ونشر المنهج الوسطي، عبر إمدادها بالمناهج الدراسية وإيفاد مدرسين في العلوم الشرعية واللغة العربية. وبالتوازي والتكامل مع هذه المعاهد ينتشر 537 مبعوثًا أزهريًّا في مختلف دول القارة السمراء، لنشر تعاليم الإسلامية الصحيحة، وفقًا للمنهج الأزهري الذي يحظى بالقبول في جميع أرجاء أفريقيا، لما يتميز به من انفتاح وقبول للآخر، ورفض للتعصب والفرقة والكراهية، وحث على التعايش والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد على اختلاف أديانهم وأعراقهم. ويحرص الأزهر على انتقاء المبعوثين، ممن يتميزون بالفهم الواعي والقدرة على مواجهة المشكلات والقضايا المعاصرة.

 ولزيادة التواصل بين الأزهر وأبناء أفريقيا قام بافتتاح قسم اللغات الأفريقية عام 1967 لتدريس اللغات الأكثر انتشارًا بها من السواحيلية والأمهرية في شرق أفريقيا ووسطها، والهوسا في غربها، وكان الهدف منه هو اكتساب المعرفة عن أدبيات وثقافات الشعوب الأفريقية، وإدخال الإسلام إليها. وحرصًا من الأزهر كذلك على نشر صحيح الدين الإسلامي تم إنشاء شعبة لتدريس الدراسات الإسلامية باللغة السواحيلية داخل قسم اللغات الأفريقية باعتبارها أكثر اللغات الأفريقية انتشارًا يقوم بالتدريس فيها أعضاء هيئة تدريس مصريون وأفارقة من أبناء القارة .

وتعد المنظمة العالمية لخريجي الأزهر منذ تأسيسها عام 2007 برئاسة شيخ الأزهر، إحدى أدوات الأزهر الشريف للتأكيد على الدور العالمي له، ولتكون مظلة تجمع خريجي الأزهر من الدول المختلفة، وأولت المنظمة اهتمامًا خاصًا بالأفارقة؛ حيث تنتشر في كل من «تشاد والسودان ومالي وجزر القمر والصومال وكوت ديفوار وجنوب أفريقيا ورواندا ونيجيريا وتنزانيا وكينيا والنيجر»، وتستهدف من خلال فروعها وبرامجها تفعيل قوة مصر والأزهر الناعمة، والمتمثلة في خريجيه المنتشرين عبر العالم، والتواصل معهم بما يجعل للأزهر صوتًا مسموعًا في كل ربوع المعمورة.

ونظم الأزهر، من خلال مجمع البحوث الإسلامية والمنظمة، العديد من الدورات التدريبية للأئمة الأفارقة، لتأهيلهم لمواجهة أفكار الجماعات المتطرفة، وما تروِّجه من شبهات، والتعامل مع القضايا والمسائل الفقهية المستجدة، وفقًا للمنهج الأزهري الوسطي .ولتحقيق انطلاقة لدول القارة وشعوبها نحو غد أفضل باستخدام أهم وأنجح الوسائل والأدوات خاصة التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا، تم افتتاح المقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الأفريقية لشمال أفريقيا بجامعة الأزهر مارس 2019، وذلك بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية، والذي بدوره حظي بدعم ومساندة كبرى، والذي وصفه الدكتور إيتيان أهيلي، أمين عام اتحاد الجامعات الأفريقية، أنه يشكل انطلاقة قوية على المسار الصحيح .

وفى السياق ذاته واعتمادًا على قوة الأزهر الناعمة في نشر مبادئ الدين الحنيف ودعم دول القارة بالعديد من الوسائل، تم إطلاق الأولمبياد الرياضي الأول لاتحاد الجامعات الأفريقية، تحت شعار “ترابط الجامعات الأفريقية من خلال الرياضة والأنشطة” كما تحتضن جامعة الأزهر المؤتمر الدولي للتعليم العالي بالقارة الأفريقية، الذي يعقده الاتحاد كل عامين.

ولم تكن المرأة الأفريقية ببعيدة عن اهتمام ورعاية الأزهر الشريف؛ حيث يقوم المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية التابع للجامعة بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بشؤون المرأة في أفريقيا، بنشاط مكثف في القارة عبر تدريب عدد من الأئمة وقادة الفكر الديني من 6 دول في غرب أفريقيا ، للتوعية بكل الأمور التي تخص المرأة، هذا فضلًا مواجهة العنف .

 ويلعب الأزهر الشريف دورًا كبيرًا في مكافحة التطرف ومواجهة الفكر الإرهابي المعادي لمبادئ الدين الإسلامي فمن خلال “مرصد الأزهر لمكافحة التطرف” قام بنشر صحيح الدِّين، ورصد كل الممارسات التي تضر الإنسان، بإحدى عشرة لغة. واستخدم أيضًا مركز الأزهر للرصد والفتوى الإلكترونية لتحقيق هذا الهدف، وفي هذا الإطار قام المركز بإطلاق حملة باللغة السواحيلية بعنوان: “فلنتعرف على حقيقة الإسلام” بهدف توعية الشباب الناطق بالسواحيلية بحقيقة الدين ومبادئه. وانطلاقًا من دوره في ترسيخ قيم الحوار والتعايش، أطلق الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، خمس قوافل سلام شملت كلًّا من: جنوب أفريقيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، ونيجيريا، وكينيا، بهدف ترسيخ الخطاب الديني الوسطي، وتحقيق التواصل الفعال بين أبناء القارة . وكان للقافلة الدعوية وقافلة السلام اللتين أرسلهما الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين إلى أفريقيا الوسطى، دور كبير في تحقيق مصالحة وطنية، ونبذ الفرقة بين أبناء الشعب من المسلمين والمسيحيين، وكذلك رفع المعاناة عن المسلمين الواقعين تحت اضطهاد وعنف إحدى الجماعات المتشددة.

هذا فضلًا عن جهوده في التصدي للفرق الضالة التي تدعي انتسابها إلى الإسلام کالقاديانية، وللفتاوى الشاذة والآراء الغريبة التي تهدد المجتمعات الأفريقية، كذلك موقف الأزهر من قضايا خطف الأطفال في أفريقيا، ودوره في تحقيق السلم الاجتماعي، والعمل على رأب الصدع في المجتمعات الأفريقية، وذلك بالإصلاح بين الطوائف الإسلامية المتصارعة، وکذلك الإصلاح بين المسلمين وغيرهم، ويُعد موقف الأزهر في أوغندا نموذجًا رائدًا يُبرز مکانة الأزهر في أفريقيا وإدراك القائمين عليه لمکانته ورسالته الدينية والإنسانية العالمية.

حركات الإصلاح

يمتلك الأزهر زخمًا تاريخيًّا في أفريقيا وساهم علماؤه في العديد من حركات الإصلاح المعارضة للاستعمار التي جرت في القارة، خلال القرن التاسع عشر؛ حيث كان زعماؤها من المتصلين بالأزهر والمتأثرين بتعاليمه مثل الحركة المهدية في السودان، والحركة السنوسية في ليبيا، وحركة عثمان بن فودي في غرب أفريقيا. غير أنه مع ثورة يوليو 1952، انحصر الدور السياسي للأزهر وتركز دوره على النواحي الثقافية والتعليمية والدينية، سواء باستقبال طلاب لتعليمهم الإسلام واللغة العربية، أو إرسال دعاة أو إنشاء مراكز إسلامية لدعم عملية نشر الإسلام في أفريقيا.

وتخرج في الأزهر قيادات وشخصيات أفريقية شهيرة استطاعت أن تصنع فرقًا واضحًا في طريق الإصلاح داخل القارة منها «أليكو دانغوت»، الذي يعد أغنى رجل أعمال في أفريقيا، وعبد الهادي بن الحاج أوانج، رئيس الحزب الإسلامي الماليزي ورئيس حكومة ولاية ترغكانو في ماليزيا، و«فاضل بن محمد»، الرئيس السابق للحزب الإسلامي الماليزي، ومأمون عبد القيوم، الرئيس السابق لجمهورية المالديف. وتتضمن قائمة خريجي الأزهر من دولة الصومال الكاتب الصومالي محمد حاج مختار، ومن الجزائر هواري بومدين، الرئيس الثاني للجزائر. وعبد الحميد خبير، السفير السابق لجنوب أفريقيا في كل من السعودية واليمن والبحرين. ولم يكتف الأزهر باستقبال أبناء القارة بمركز جامعته بالقاهرة بل أرسل خيرة أبنائه من المبعوثين لنشر مبادئ الدين الإسلامي. هذا فضلًا عن العديد من القوافل وتبادل الزيارات والمشاركة في المؤتمرات العلمية والدينية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إدراكًا لدوره الكبير في مكافحة التطرف والإرهاب نشر العديد من المبعوثين من أبنائه في مختلف دولها مساهمة منه في الحد من الصراعات من جهة، ودعم رسائل السلام ونشر روح التسامح بين أبناء القارة من جهة أخرى، فضلًا عن حرصه على إمداد القارة بكل ما تحتاج إليه عبر اللجنة الأفريقية التي أقامها شيخ الأزهر. ذلك لتحديد أهم ما تحتاج إليه من وسائل دعم سواء علمية أو دينية وحتى إنسانية، ولم تكن المرأة الأفريقية ببعيدة عن اهتمامات الأزهر الشريف، بل أفرد لها فصلًا كاملًا من الرعاية الصحية والتربوية والعلمية والدينية، هذا وتمكن الأزهر من بناء العديد من الأجيال من أبناء القارة تدين له بالولاء والفضل لما يقوم به من دور تنويري داخل دولها، لكنها ورغم ما قدمه ويقدمه لا تزال تحتاج منه إلى الكثير، لا سيما فيما يخص مضاعفة عدد المنح المقدمة لطلبة أفريقيا، والأئمة الذين يحضرهم الأزهر إلى أفريقيا، كذلك زيادة عدد القوافل الطبية والإغاثية وإرسال المزيد من المبعوثين للمناطق الأفريقية المختلفة لتمكين أئمة ووعاظ القارة من الأداء السليم لمهامهم تجاه توعية الجمهور وتحصين الشباب من الأفكار الإرهابية والمتطرفة. وعليه لم يغب الأزهر الشريف يومًا عن دوره الداعم والمساند بقوة لشعوب القارة الأفريقية؛ حيث قدَّم عبر تاريخه الطويل الممتد لأكثر من ألف عام كل سبل الدعم لشعوب القارة السمراء، وما زال بقوته الناعمة وسهولة ويسر منهجه أفضل رسل الإسلام بها.