أكدت الأمم المتحدة أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مشيرة إلى أن ذلك هو أهم أهداف السعي للتوصل إلى حل دائم للنزاع الدائر حاليًا.
وبحسب “وكالة الأنباء الفرنسية” أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش عن قلقه من تحركات ميليشيا الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية، وهي التحركات التي بدأت قبل أيام في العاصمة الكينية نيروبي، ومن المقرر أن تنتهي غدًا الجمعة بالإعلان عن تشكيل الحكومة، مؤكدًا أن ذلك من شأنه زيادة الانقسام وتعميق الأزمة السودانية.
من جهتها رفضت وزارة الخارجية السودانية، اجتماعات نيروبي، واصفة إياها بأنها “تحركات عدائية”، ولوحت بإجراءات تعيد الأمور لنصابها بحسب صحيفة “الشرق الأوسط “، وأعربت وزارة الخارجية في بيان لها عن أسفها لاستضافة كينيا لتلك المشاورات، واعتبرته تنكراً من الحكومة الكينية لالتزاماتها بالقانون الدولي والأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي.
وقالت الخارجية إن الهدف المعلن من هذه المشاورات هو إقامة حكومة في جزء من أرض السودان، ما يعني تشجيع وتقسيم الدول وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها، مضيفة أن كينيا باستضافة هذه الاجتماعات تعمل على تشجيع للاستمرار في جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد المدنيين.
أطلق الاتحاد الأفريقي مشاورات رفيعة المستوى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين القوى المدنية والسياسية لحل الأزمة.
وأكدت مصادر “الشرق الأوسط” أن الاجتماعات تضم الكتلة الديمقراطية، أبرز الكيانات السياسية المؤيدة للحكومة التي يقودها مجلس السيادة السوداني، والتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” بقيادة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، بجانب تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” الذي تقف القوى المنضوية تحت لوائه وراء تشكيل الحكومة الموازية بالشراكة مع ميليشا الدعم.
وفي السياق ذاته توعد الجيش السوداني بمكافحة أنصار تلك الحكومة المزعومة في كل مكان، خاصة مع تحقيقه نجاحات كبيرة في قتال ميليشيا الدعم السريع وتطهير مناطق عدة من التي كانت تسيطر عليها تلك الميليشيا منذ بدء الحرب في أبريل 2023 .
وقال مساعد القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول ياسر العطا، في زيارة ميدانية لمدينة “الدبة” بشمال السودان، إن قوات الجيش تستعد لتطهير البلاد من الميليشيا وتحرير كل المناطق التي تسيطر عليها، وتوعد العطا بمحاربة من يسعون لتشكيل الحكومة الموازية.
وتأجل التوقيع على الميثاق السياسي الذي كان مقرراً الثلاثاء إلى غدًا الجمعة، وسط توقعات بالتحاق فصائل عسكرية ومدنية أخرى للمشاركة في تأسيس الحكومة المزعومة.