قررت شركة كويدو المحدودة، أكبر منتج للألماس في سيراليون، غلق منجمها وتسريح أكثر من ألف عامل من العاملين لديها بسبب خلافات طويلة حول الأجور وتحسين بيئة العمل، في أزمة شاركت في تفاصيلها السيدة الأولى لسيراليون فاصمة بيو.
وبحسب تقرير نشرته “رويترز” اليوم الاثنين، قال تشارلز كينيسي، رئيس نقابة عمال “كويدو المحدودة” إن الشركة فصلت الجميع ولم يتبقَّ سوى عدد قليل من العمال في المقر الرئيسي في العاصمة فريتاون.
وأضاف أن العمال لم يتلقوا سوى 30% من قيمة رواتبهم، وكانوا يعملون في ظروف صعبة، فقد كانوا يعانون من قلة مياه الشرب، وقلة دورات المياه.
وشركة “كويدو المحدودة” تابعة لشركة “أوكتيا المحدودة” إحدى شركات الملياردير الإسرائيلي بيني شتاينميتز.
وقد أضرب عمال المنجم في ديسمبر 2024، لكنهم علقوا إضرابهم لإتاحة الفرصة للمفاوضات، ثم عادوا إليه مجددًا في مارس الماضي.
وفي بيان لها أعلنت وزارة العمل في سيراليون أنها تلقت نسخًا من خطابات الفصل التعسفي لأكثر من ألف موظف.
ومن جهته قال إبراهيم توراي، رئيس شؤون العاملين بالشركة لـ”رويترز” أنه مُنع من الإدلاء بأي تعليقات حول هذه القضية في الوقت الحالي.
وقد يؤثر إغلاق المنجم على أسواق الماس العالمية، التي تواجه بالفعل قيودًا على الإمدادات من كبار المنتجين، بما في ذلك الهند. وتبلغ صادرات شركة “كويدو المحدودة” حوالي 100 مليون دولار، وفقًا لمصادر في القطاع.
واتهمت الشركة السيدة الأولى في سيراليون، فاطمة بيو، المنحدرة من المنطقة، التي تعمل فيها كويدو، بتأجيج النزاع مع العمال.
وقد زارت بيو المنطقة بعد بدء إضراب مارس، وتكلمت مع العمال، وعقب زيارتها قالت في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن كويدو “ظلمت العمال لفترة طويلة جدًا”، وهو ما رفضه مسؤولو الشركة ووصفوها بأنها “كاذبة”.
ووجه جوستاف فريدريك بودين، مدير شركة “كويدو المحدودة” ومستشارها العام، رسالة بتاريخ 6 مايو الجاري إلى فاطمة بيو، اتهمها فيها بالتدخل غير القانوني والتحريض والتشهير والتسبب في الإضرار بالشركة.
وأشار في رسالته إلى أن شركة كويدو المحدودة تكبدت خسائر مالية تجاوزت 16 مليون دولار جراء الإضراب، وأنها ستحتاج إلى 20 مليون دولار لاستئناف عملياتها.
وطالب بودين في رسالته فاطمة بيو بالتراجع العلني عن تصريحاتها، وبتعهد خطي بعدم توجيه أي تهديدات أخرى للشركة.
وقال وزير الإعلام السيراليوني، تشيرنور باه لـ”رويترز” إننا نبذل كل الجهود الممكنة لحل الأزمة.